بعدما كانت الأعمال التاريخية والدينية تقدم في شكل خجول قبل ما يقرب من خمسة عشر عاماً نظراً إلى عدم الاقبال الجماهيري عليها لأنها كانت تُقدم في قوالب جامدة من حيث المضامين ولغة الحوار، إلى جانب فقر الانتاج وتكرار وجوه الممثلين نفسها، تغير الحال خلال الأعوام الأخيرة واستطاعت هذه الدراما جذب عدد كبير من المؤلفين والممثلين والمخرجين وأصبحت تحتل مساحة كبيرة على شاشات التلفزيون خلال شهر رمضان وغيره. وبدأ الجمهور يولي هذه الأعمال اهتماماً كبيراً ويطالب بعرضها في أوقات مناسبة، ومعظم هذه الأعمال يؤكد أن تراثنا الإسلامي يزخر بالكثير من الأحداث والشخصيات المؤثرة التي تصلح لكل زمان ومكان، وقد يرى البعض أن من يتصدى لهذه الأعمال لا يبذل جهداً كبيراً من منطلق أنه لا يقوم سوى بعملية نقل من كتب ومراجع تاريخية ودينية معروفة، لكن المهتمين بهذه الأعمال يؤكدون من ناحيتهم أن عدداً كبيراً من المؤلفين استطاع أن يغلف المواقف والأحداث الدينية بقصص وحكايات شدت انتباه الجمهور وجعلته حريصاً على متابعتها والاستمتاع بها أكثر منها لو جاءت جامدة كما هي، كما أصبحت ترصد موازنات ضخمة لانجاز هذه الأعمال بما تحويه من معارك وديكورات وسفر لتصوير عدد من المشاهد في مواقعها الحقيقية التي دارت فيها الأحداث. من كل مكان ويجرى حالياً تحضير أكثر من عشرة أعمال تتناول شخصيات دينية وتاريخية بارزة. كما تم انجاز أعمال أخرى ابرزها "الطارق" لممدوح عبد العليم وتأليف يسري الجندي وإخراج أحمد صقر، ويحكي قصة حياة طارق بن زياد. ويقوم المخرج حالياً بتوليف العمل ليكون جاهزاً للعرض خلال شهر رمضان. كما يستعد المخرج مصطفى الشال لتصوير مسلسل "الإمام النسائي" من تأليف عايد الرباط وسيلعب بطولته حسن يوسف ويتناول قصة حياة واحد من أهم رواة الأحاديث النبوية الشريفة. وكان حسن يوسف قدم خلال الأعوام الأخيرة مسلسلات "إبن ماجة" و"إمام الدعاة" عن حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي و"أنوار الحكمة" كما يستعد لتجسيد قصة حياة الشيخ محمود خليل الحصري في مسلسل يحمل عنوان "إمام المقرئين". وكانت سهير رمزي قررت العودة إلى التمثيل قبل أن تتراجع ثانية من خلال مسلسل "سيدة البربر" من تأليف فؤاد علي رضا وإخراج محمود بكري. ويعكف المؤلف بهاء الدين إبراهيم حالياً على كتابة مسلسل عنوانه "الإمام المجدد" رشح لبطولته نور الشريف ويخرجه وفيق وجدي ويتناول السيرة الذاتية للإمام محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر في فترة ما قبل ثورة تموز يوليو 1952. إلى ذلك يصور قريباً المخرج شيرين قاسم مسلسل "الظاهر بيبرس" من تأليف طه شلبي وبطولة أحمد ماهر ودلال عبد العزيز. وكان عبد السلام أمين انتهى قبل رحيله من كتابة عدد من الأعمال التي تتناول شخصيات تاريخية مهمة أبرزها "سيف الدولة الحمداني" وهو عرض في رمضان الماضي ولعب بطولته أحمد عبد العزيز وسميحة أيوب وأحمد خليل وميرنا وليد وأخرجه ممدوح مراد. و"رابعة العدوية" الذي كانت مرشحة لبطولته شريهان قبل مرضها الأخير على أن تخرجه رباب حسين، كما يستعد أحمد توفيق لتصوير مسلسل آخر من تأليفه هو "عمر الخيام" المرشح لبطولته نور الشريف. ومن الأعمال التي انتهى أصحابها من كتابتها مسلسلات تتناول السيرة الذاتية لكل من سعيد بن المسيب والجبرتي وابن طوبار والكواكبي وهذه الأعمال الأربعة من تأليف محمد أبو الخير. كما انتهى عايد الرباط من كتابة مسلسل يتناول قصة حياة الإمام محمد عبده، كما يعكف محمد السيد عيد على كتابة مسلسل يتناول حياة علي باشا مبارك على أن تخرجه إنعام محمد علي بعدما قدما معاً قبل عامين مسلسل "قاسم أمين". وهناك أعمال أخرى انتهى أصحابها من كتابتها ويتوقف تصويرها على حل مشكلاتها الانتاجية أو الرقابية، ومنها مسلسل يتناول حياة الملك فاروق كتبته لميس جابر على أن يلعب الشخصية زوجها يحيى الفخراني و"طلعت حرب" والشيخ "محمود شلتوت" و"محمد علي" و"خالد بن الوليد". يذكر أن التلفزيون قدم خلال الأعوام الأخيرة عشرات الأعمال التاريخية والدينية التي تتناول شخصيات شهيرة أبرزها مسلسلات "نسر الشرق" عن حياة صلاح الدين الأيوبي و"الفرسان" عن قطز و"الفتح المبين" عن عقبة بن نافع و"الأمير المجهول" عن هارون الرشيد و"عمر بن العزيز" و"أبو حنيفة النعمان" و"عصر الأئمة" عن الأئمة مالك والشافعي وأحمد بن حنبل وابن حزم والليث بن سعد والترمذي والإمام مسلم والإمام البخاري والحسن بن الهيثم "ورجل الأقدار" عن حياة عمر بن العاص والطبري وموسى بن نصير وجمال الدين الأفغاني و"الأيام" عن حياة طه حسين، وابن رشد والحسن البصري وذو النون المصري، وغيرها.