أعلنت قوات "التحالف" انها اطلقت أمس حوالى خمسمئة عراقي اعتقلوا خلال عمليات نفذتها، بينهم حوالى ثلاثمئة كانوا موقوفين في سجن أبو غريب. وفيما شهدت الرمادي صدامات خلال تظاهرة احتجاج على اغتيال اسرائيل زعيم "حماس" الشيخ أحمد ياسين، تكثفت الهجمات على الشرطة العراقية فقتل اثنان من رجالها. وفي حادث آخر قتل أربعة من ضباط الشرطة وخمسة من المتدربين في صفوفها في الحلة، وتعرضت قاعدة اميركية في كركوك لهجوم صاروخي. أعلنت الكولونيل الاميركية جيل مورغنتالر ان "التحالف" أطلق 494 معتقلاً بينهم 272 كانوا في سجن أبو غريب، غرب بغداد، واضافت: "لم نعد نعتير انهم يشكلون خطراً على أمن البلاد". ويعتبر "أبو غريب" اكبر السجون التي تستخدمها قوات "التحالف" وكان أحد رموز القمع في ظل النظام السابق. وأوضحت المسؤولة العسكرية الأميركية ان المعتقلين الذين افرج عنهم امضوا بين ثلاثة وستة شهور في السجن. واستناداً الى أرقام قوات "التحالف" حوالى ثمانية الاف عراقي اعتبروا خطراً على الأمن معتقلون في سجون العراق. وانتقدت منظمات حقوق الانسان مرات ظروف الاعتقال السيئة، مؤكدة ان بعض المعتقلين تعرض لسوء المعاملة. وكانت مصادر عسكرية اميركية اكدت ان سلطات "التحالف" افرجت الأحد عن 186 معتقلاً. الى ذلك، أفاد شهود ان مسلحين قتلوا تسعة على الأقل من الشرطة العراقية امس، أثناء توجههم الى مراكز عملهم في الحلة جنوببغداد. وقال كاظم عجمي قائد شرطة الحلة إن المهاجمين كانوا يستقلون سيارة وانهم تمكنوا من الفرار. ووقع الهجوم عندما كان الباص ينقل رجال الشرطة من قرية المسيب في طريقهم الى عملهم في الحلة. واظهرت تغطية لتلفزيون وكالة "رويترز" لقطات لباص صغير عليه آثار طلقات رصاص ودماء على المقاعد. وأفادت الشرطة ان مسلحين قتلا أمس اثنين من رجالها وجرحا اثنين، في هجوم اطلقا خلاله النار من سيارة في جنوب مدينة كركوك، شمال العراق. وفي الموصل، قتل مدنيان واصيب سبعة بجروح بينهم احد أفراد القوى الامنية اصابته خطرة في حادثين منفصلين أمس. وقال المقدم حازم حفوضي الناطق باسم الشرطة في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، أن مدنيين اثنين قتلا في الحادث الاول واصيب ستة بقذائف هاون أصابت قاعدة الشرطة ومحيطها. واكد النقيب في الجيش العراقي نوفل محمد سعيد الذي شهد الحادث ان اربع قذائف اصابت مبنى الشرطة. وفي الحادث الثاني فتح مجهولون النار على عنصر من قوة حماية المواقع في شرق الموصل. واصيب الرجل بجروح بالغة في الحادث. وكانت قاعدة اميركية في كركوك تعرضت لهجوم صاروخي ليل الاثنين - الثلثاء. وفي الرمادي، أطلقت عناصر من الشرطة النار في الهواء بعدما أحرق متظاهرون سيارتين للشرطة، واستهدفت قنبلتان مقر الحكم المحلي. وعلم ان ثلاثة متظاهرين واثنين من رجال الأمن جرحوا، خلال الصدامات التي تزامنت مع مسيرة احتجاج على اغتيال اسرائيل في غزة مؤسس حركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين أول من امس. وشهدت الفلوجة اضراباً عاماً احتجاجاً على الاغتيال. واغلقت المحال التجارية والمدارس والدوائر الحكومية أبوابها في هذه المدينة الواقعة على بعد 50 كلم غرب بغداد، حيث غالباً ما تتعرض قوات "التحالف" لهجمات. ودعا رئيس المجلس البلدي ورجال الدين الى الاضراب وتقديم التعازي بياسين لمدة ثلاثة ايام في مساجد الفلوجة. وقال اسماعيل عبيد 45 سنة احد سكان الفلوجة ان "من شأن عملية الاغتيال ان تساهم في رص صفوف المقاومة في العالم، ونأمل بأن يستيقظ القادة العرب". مسؤول عسكري في "التحالف" في بغداد أعلن ان "الأحداث في اسرائيل لم تؤثر في العمليات أو تزيد التوتر في العراق". واضاف: "لم نشهد اليوم هجمات تتعلق بهذا التوتر. يمكننا التكهن بأنه لن يكون هناك توتر، وان كان بعضهم قد يحاول تأجيجه".