تابعت تعليق وسائل إعلام النظام العربي الرسمي على مرافعات الفلسطينيين امام محكمة العدل الدولية في شأن قضية الجدار العازل. وتابعت حديث تلك الوسائل عن ضرورة الالتجاء الى القانون الدولي والالتزام به في القضايا العالقة بين الدول. وكنت اتابع، منذ احتلال العراق ما تكرره هذه الوسائل عن الخطأ الذي ارتكبته اميركا لأنها تجاوزت الأممالمتحدة وغزت العراق، وعن اخطار سياستها المتبجحة التي لا تراعي آراء الشعوب وتريد ان تفرض نفسها بالقوة. وعندما تأملت في سياسة الأنظمة العربية مع شعوبها، وجدت ان افعالها تناقض اقوالها. فهي تحل الخلافات بينها وبين شعوبها بالقوة، ولا تراعي آراء هذه الشعوب. كما انه ليس سراً انه لا توجد سيادة حقيقية للقانون في دولنا العربية، وأن المحاسبة تطاول كل انسان في اوطاننا، إلا اصحاب الباب العالي. وإذا استمرت الأنظمة العربية في الكذب على نفسها، وعلى شعوبها، فالهزيمة مقبلة لا محالة. وإذا بدأت هذه الأنظمة بالصدق مع نفسها، ومع شعوبها، وحققت مع هذه الشعوب العدالة والشورى وتطبيق القانون، وغير ذلك من الأمور التي تطالب اميركا بالالتزام بها، عندها ستتغير كفة الصراع. عندما يصبح الحكام العرب اكثر صدقاً مع شعوبهم من صدق الإدارة الأميركية مع شعبها، عندها ستبدأ الهزائم العربية بالانحسار. دمشق - الدكتور ياسر العيتي eiti@scs_net.org