في اطار نهج التشويش والتضليل على الحقائق التي يقوم بها الإعلام العربي والإسلامي السياسي، كعادته، ظهر محمد الدوري - السفير الدائم للعراق في الأممالمتحدة سابقاً - على شاشة قناة فضائية العربية في حلقات كثيرة كمنظر يقدم للعرب والعراقيين رؤيته "لعراق المستقبل" بعد ان سقط نظام صدام حسين فقال في إحدى مقابلاته: "يجب ان يضمن دستور العراق الجديد حقوقاً متساوية لكل من العرب والأكراد والتركمان، وأن تصبح كل من اللغة العربية والكردية والتركمانية لغات وطنية في العراق الجديد". لا اظن ان ابعاد أو مقاصد هذا الموقف تنطلي على احد، خصوصاً على قوى المعارضة العراقية. فهو لا ينطلق من مبادئ ديموقراطية يؤمن بها، أو أخلاق وطنية وقيم إنسانية يتحلى بها. وإنما اراد بكلامه ان يسترضي بعض الأطراف الفاعلة وذات النفوذ في العراق، بعد زوال صدام حسين، مثل تركيا والقيادات الكردية. فإذا كان محمد الدوري صاحب مواقف وطنية، يؤمن بالتعددية وحقوق الشعوب، كما اراد ان يقدم نفسه، لماذا تجاهل الوجود الأشوري في العراق؟ هذا الوجود الذي يمثل البعد التاريخي والعمق الحضاري للعراق، ولغة الأشوريين السريانية هي لغة العراق القديمة. وهناك احصائيات محايدة تؤكد ان عدد الأشوريين، بطوائفهم المختلفة هو اكثر من عدد التركمان في العراق. وحتى إن لم يكن كذلك فحقوق الشعوب لا تعطى على اساس العدد والوزن السياسي. سورية - سليمان يوسف يوسف shosin@scs_net.org