عبر محافظ الديوانية عن قلقه من انسحاب القوات الإسبانية المُرابطة في المدينة، الواقعة على بعد 220 كيلومتراً جنوببغداد، وحذر من الفراغ الأمني الذي قد تشهده، مؤكداً تسرب كميات من المخدرات والعملات المزوّرة، إضافة الى تدخل بعض التيارات الدينية في الشؤون الادارية والأمنية للمحافظة. وقال حازم الشعلان ل"الحياة" إن "وجود الوحدات العسكرية الاسبانية في المدينة يساعد على ضبط الاوضاع فيها، لكن رحيلها من دون استبدالها بقوات أخرى سيؤدي حتماً الى اضطرابات أمنية". وأضاف ان أجهزة الدفاع المدني والأمني وقوات الشرطة تشهد حالة من التأهب والاستعداد تحسباً لتدهور محتمل للأوضاع، بعد الانسحاب. وأكد أن قوى الأمن باشرت بالفعل أعمالها قبل أيام، وأن أجهزة الشرطة صادرت 30 كيلوغراماً من مخدرات الحشيشة التي أدخلها أحد الإيرانيين، إلى جانب كميات كبيرة من العملات المزورة. وانتقد تدخل الميليشيات التابعة لبعض التيارات الدينية في المدينة من دون أن يسميها في شؤون إدارة المحافظة، لا سيما ما يتعلق بالأحداث التي شهدتها الديوانية أخيراً عندما دهمت مجموعة من ميليشيات "جيش المهدي"، حي الغجر، الذي يبعد 15 كيلومتراً عن مركز المدينة، وطالبتهم بالرحيل ما أدى الى صدامات مسلحة أوقعت ثلاثة قتلى من الغجر وقتيلاً من الميليشيات. وشدد على عدم صواب "ترحيل الغجر الذين يقطنون المدينة منذ سنوات طويلة لمجرد أنهم غجر"، مؤكداً "أهمية توفير أماكن سكن بديلة لهم قبل أي خطوة من هذا القبيل". ولمح الى وجود تيارات وتوجهات دينية "غير متعاطفة" مع اتجاهات التغيير وقرارات مجلس الحكم الخاصة بقضايا مهمة مثل الفيديرالية وحقوق المرأة وأنها "تعمل على توسيع قاعدتها في المدينة بعد انسحاب قوات حفظ السلام"، والسيطرة على الأوضاع هناك. على صعيد أخر أعلنت القوات الإيطالية في الناصرية انسحابها من المواقع المدنية والعسكرية التي احتلتها داخل المدينة بعد انسحاب القوات الأميركية في حزيران يونيو 2003. واستلمت الشرطة العراقية مواقعها في مركز العمليات معلنة أنها على أهبة الاستعداد للانتشار السريع لحماية المواطنين في حال حدوث أي طارئ. الى ذلك سلمت القوات الايطالية متحف الناصرية الى المعنيين في دائرة الآثار وسط اجراءات أمنية مشددة لمنع اعمال سلب ونهب لمحتويات المتحف. وقال قائد القوات الإيطالية إن مركز العمليات الذي تم تسليمه الى الشرطة العراقية يضم الأجهزة والمعدات والحواسيب وهو يعمل بكل طاقاته وبمساعدة قوات الشرطة العراقية التي تولت إدارة هذا المركز.