بغداد، الناصرية - أ ب، أ ف ب - سقط 28 قتيلاً وأصيب عشرات آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدفت سوقاً شعبية في ناحية البطحاء غرب الناصرية، بحسب مصادر طبية عراقية. وأفادت وكالة «أسوشيتد برس» أن السيارة المفخخة كانت مركونة وسط السوق لدى انفجارها الساعة التاسعة صباحاً. وكانت هذه المنطقة شهدت أعمال عنف بين ميليشيات شيعية متنافسة، إلا أن مثل هذه الانفجارات التي دأب تنظيم «القاعدة» على اللجوء اليها نادرة هناك. وعلى رغم أن أياً من الجماعات المسلحة لم يتبن العملية، لكن سبق أن حذر الجيش الأميركي من سعي جماعات سنية الى تأجيج العنف الطائفي لزعزعة الاستقرار قبل انسحاب القوات الأميركية من المدن نهاية الشهر الجاري. وتفاوتت أرقام الضحايا في الانفجار نتيجة البلبلة التي سادت مختلف الهيئات الأمنية والطبية، إذ قال مصدر في الداخلية لوكالة «أسوشيتد برس» إن حصيلة الاعتداء ارتفعت الى 35 قتيلاً. وتوزع الجرحى على مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية والمستشفى المحلي في البطحاء. من جهته، صرح مدير ناحية البطحاء علي فهد بأن «عدداً من الأطفال والنساء أُصيبوا في الانفجار». وأضاف أن «سيارات الاسعاف لا تزال تنقل الجرحى الى مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية». وأسفر التفجير عن إلحاق أضرار مادية بالمحلات التجارية، وبعدد من السيارات المدنية، بحسب شهود. وفي تطور آخر، أعلن محافظ ذي قار طالب كاظم الحسن «اقالة الرائد أسعد حسين ضابط مركز شرطة البطحاء، واحالة بقية منتسبي المركز الى التحقيق». وأضاف أنه سيتولى ادارة الناحية في أعقاب الحادث وتوعد ب «ملاحقة المجرمين». وقال فرحان فاضل بائع خضر مصاب بكسور في ساقه ورضوض في أنحاء أخرى: «كان انفجاراً قوياً ومرعباً لم أشعر بشيء فقدت الوعي (...) لم أتوقع حدوث مثل هذا في محافظتنا الهادئة». بدوره، قال حسن علي بائع بيض في السوق الشعبي مصاب في الظهر والرقبة: «كنت أُزاول عملي كالمعتاد فوقع الانفجار الضخم وانتشر الدخان في كل مكان وقتل كثيراً من الأصدقاء. من ارتكب هذا الحادث يجب أن يكون غريباً عن المحافظة». من جهته، قال جابر محمد وهو موظف حكومي أُصيب في الرأس والظهر: «غالباً ما أشتري حاجاتي هنا. الانفجار مفاجئ وكان خلفي. كل ما اتذكره هو الدوي الهائل ولم أشعر بعدها بشيء، وأفقت في المستشفى». يشار الى أن الناصرية كبرى مدن محافظة ذي قار، تعد من أقل المحافظات الجنوبية عنفاً. ومن أعنف الهجمات التي شهدتها الناصرية انفجار شاحنة مفخخة استهدف القوات الايطالية أواخر عام 2003، وأسفر عن مقتل 19 جندياً ايطالياً وتسعة عراقيين. وكانت كتيبة رومانية منتشرة قرب المكان حتى مطلع هذا الشهر قبل أن يحل الأميركيون مكانها. ويأتي التفجير قبل ثلاثة أسابيع من انسحاب القوات الأميركية من المدن والقصبات والنواحي، وفقاً للاتفاق الأمني الموقع مع واشنطن. وبعد 30 حزيران (يونيو)، لن يكون في امكان القوات الأميركية التدخل في البلدات أو المدن إلا بطلب من سلطات الأمن العراقية. وعلى الصعيد الأمني أيضاً، أفادت مصادر أمنية أن مسلحيْن قُتلا أثناء زرعهما عبوة على الطريق في بلدة الحويجة الواقعة على بعد 210 كيلومترات شمال بغداد. وفي الموصل، ذكرت الشرطة أن سيدة وابنتها قُتلتا عندما انفجرت عبوة كانت مزروعة على الطريق شمال شرقي المدينة أول من أمس.