اهتزت اسواق النفط وتأرجحت الاسعار بين ارتفاع وتراجع نحو نصف دولار على الاقل متأثرة بالانباء المتضاربة عن الحصار الذي قيل ان الجيش الباكستاني، بدعم من القوات الخاصة الاميركية، يفرضه على ايمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة. وبعدما اقفلت عقود"برنت"في بورصة لندن مساء الخميس عند 33.13 دولار للبرميل تراجعت عند بدء التداول امس الى 32.90 دولار ثم الى 32.81 دولار بعد نشاط محموم قبل ان تعاود الارتفاع الى 33.25 دولار للبرميل اثر تخفيف البيت الابيض من التفاؤل بقرب اعتقال الظواهري. تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام في بورصتي لندنونيويورك وفي آسيا صباح امس الجمعة بفعل عمليات بيع لجني الارباح وسط تكهنات عن محاصرة"شخصية رفيعة"في تنظيم القاعدة، قد تكون الدكتور ايمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم، في منطقة حدودية بين باكستان وافغانستان. وبلغ سعر عقود نيسان ابريل للنفط الخام الاميركي الخفيف صباحاً في بورصة نايمكس 37.77 دولار للبرميل منخفضاً 16 سنتاً عن اقفاله في نيويورك الخميس. وكانت اسعار عقود نيسان هبطت 25 سنتاً او 0.6 في المئة الى 37.93 دولار للبرميل الخميس متراجعة من اقفالها اليوم السابق من اعلى مستوى لها في 13 عاماً عندما حققت 38.18 دولار للبرميل. واستقر سعر خام القياس الاوروبي"برنت"في عقود ايار مايو في بورصة النفط الدولية حول مستوى 33 دولاراً للبرميل في التعاملات الالكترونية صباح الجمعة بعدما خسر نحو نصف دولار في الجلسة السابقة عندما أقبل السماسرة على البيع لجني الارباح اثر ارتفاعات سابقة قادتها اسعار منتجات النفط. وبلغ سعر"برنت"صباحاً في عقود أيار 33.07 دولار بانخفاض ستة سنتات بعدما أغلق على انخفاض 41 سنتاً الخميس وما لبث ان انخفض عند الظهر الى 32.93 دولار للبرميل بعدما كان حقق مستوى 33.25 دولار كاعلى مستوى. وتوقع بعض المتعاملين استمرار عمليات البيع لجني الارباح في مطلع الاسبوع. واختبر"برنت"مستوى 32.52 دولار في وقت متأخر الخميس قبل تقارير عن أن أيمن الظواهري قد يكون محاصراً قرب الحدود الافغانية. وتوقع محللون فنيون مستوى دعم عند 32.50 دولار وهو أدنى مستوى بلغه"برنت"الخميس ومستوى مقاومة عند 33.58 دولار للبرميل. ويقول المحللون ان القبض على الظواهري قد يقلل بعض الشيء من ارتفاع السعر بسبب القلق من الارهاب. وتدعمت الاسعار العام الماضي وسط انتقال الاموال الى السلع واحتمالات أن يؤدي المزيد من الهجمات الارهابية الى تعطيل امدادات النفط. وذكرت وكالة أنباء"أوبك"امس الجمعة أن سعر"سلة أوبك"واصل الارتفاع الخميس، قبل الانباء عن الظواهري، ليصل الى 33.03 دولار للبرميل من 32.95 دولار الاربعاء. الاحتياط الاميركي من جهة ثانية تقاوم ادارة الرئيس جورج بوش محاولات للسحب من الاحتياط النفطي المخصص للطوارئ على رغم انها تواجه ضغوطاً من الكونغرس لمواجهة اسعار البنزين الآخذة في الارتفاع التي قد تكون قضية مهمة في انتخابات الرئاسة السنة الجارية. ويشعر المستهلكون بوطأة الاسعار في محطات الوقود الان مقارنة بما كانت عليه الحال عندما تولى بوش منصبه قبل ثلاثة اعوام ومع طلب عالمي قوي على النفط وانخفاض مخزونات البنزين في الولاياتالمتحدة يتوقع محللون ان يتخطى سعر النفط حاجز 40 دولاراً للبرميل للمرة الاولى منذ عام 1990. واظهر مسح لوزارة الطاقة الاميركية ان متوسط سعر البنزين بلغ الاسبوع الجاري 1.724 دولار للبرميل وهو مستوى يقل 2.3 سنت فقط عن اعلى مستوياته على الاطلاق. ومع هذا فان ادارة بوش ترفض دعوات من الكونغرس الى السحب من الاحتياط الاستراتيجي لزيادة الامدادات في السوق والمساعدة في دفع الاسعار الى الانخفاض. وقالت متحدثة باسم وزارة الطاقة الاميركية"الاحتياط يُستخدم كإجراء وقائي في حال نقص امدادات النفط وليس للتأثير في الاسعار". وتدير وزارة الطاقة مخزون الطوارئ الذي أمر به الكونغرس عام 1975 بعد الحظر النفطي العربي. ويحتوي الاحتياط حالياً على 648 مليون برميل مخزنة في اربعة مواقع في ولايتي لويزيانا وتكساس وتعتزم ادارة بوش رفعه الى طاقته القصوى البالغة 700 مليون برميل بحلول السنة المقبلة. وتستورد الولاياتالمتحدة نحو 11 مليون برميل من النفط والمنتجات المكررة ربعها من الشرق الاوسط يومياً لتلبية 60 في المئة من الطلب المحلي. وقال جو بارتون رئيس لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الاميركي ان اسعار البنزين المرتفعة لا تمثل حال طوارئ. ويؤيد بارتون زيادة طاقة الاحتياط لكنه يقول:"يجب على وزارة الطاقة ان توقف بشكل موقت جهودها لزيادة الاحتياط الى كامل طاقته من اجل الابقاء على مزيد من النفط في السوق".