تقاوم ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش محاولات للسحب من الاحتياطي النفطي المخصص للطواريء رغم انها تواجه ضغوطا من الكونجرس لمواجهة اسعار البنزين الآخذة في الصعود والتي قد تكون قضية مهمة في انتخابات الرئاسة هذا العام. ويشعر المستهلكون بوطأة الاسعار في محطات الوقود الآن مقارنة بما كان عليه الحال عندما تولى بوش منصبه قبل ثلاث سنوات. ومع طلب عالمي قوي على النفط وانخفاض مخزونات البنزين في الولاياتالمتحدة يتوقع محللون ان يتخطى سعر النفط حاجز 40 دولارا للبرميل للمرة الاولى منذ عام 1990 . وأظهر مسح لوزارة الطاقة الامريكية ان متوسط سعر البنزين في البلاد بلغ هذا الاسبوع 724ر1 دولار للبرميل وهو مستوى يقل 3ر2 سنت فقط عن اعلى مستوياته على الاطلاق. ومع هذا فان ادارة بوش ترفض دعوات من الكونجرس الى السحب من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للولايات المتحدة لزيادة الامدادات في السوق والمساعدة على دفع الاسعار للانخفاض. وقالت متحدثة باسم وزارة الطاقة الامريكية الاحتياطي البترولي الاستراتيجي يستخدم كاجراء وقائي في حالة نقص امدادات النفط وليس للتأثير على الاسعار. وتدير وزارة الطاقة مخزون الطوارىء الذي انشأه الكونجرس في عام 1975 بعد الحظر النفطي العربي. ويحتوي الاحتياطي حاليا على 648 مليون برميل مخزنة في اربعة مواقع في ولايتي لويزيانا وتكساس وتعتزم ادارة بوش ملأه الى طاقته القصوى البالغة 700 مليون برميل بحلول العام القادم. واغلق سعر الخام الامريكي الخفيف في بورصة نايمكس بنيويورك يوم الاربعاء على 18ر38 دولار للبرميل وهو اعلى مستوى له منذ السادس عشر من اكتوبر 1990 . وتستورد الولاياتالمتحدة حوالي 11 مليون برميل من النفط والمنتجات المكررة يوميا لتلبية 60 في المئة من الطلب المحلي. وبين كل اربعة براميل من هذه الواردات يأتي برميل من الشرق الاوسط. واستبعد محللون ان تلجأ ادارة بوش الى السحب من مخزونات الطوارىء الا اذا تخطى سعر البنزين مستوى دولارين للبرميل وكان هناك نقص حاد في الامدادات. وقال جو بارتون رئيس لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب الامريكي ان اسعار البنزين المرتفعة لا تمثل حالة طوارىء. واضاف قائلا لرويترز الرئيس يفعل بالضبط ما يقوله القانون. ويؤيد بارتون زيادة طاقة الاحتياطي البترولي الاستراتيجي لكنه يقول انه يجب على وزارة الطاقة ان توقف بشكل مؤقت جهودها لملء الاحتياطي الى كامل طاقته من اجل الابقاء على مزيد من النفط في السوق. وقال محللون انه لمواجهة اسعار البنزين المرتفعة فانه يجب على الكونجرس ان يسارع الى اقرار تشريع متعثر للطاقة يزيد امدادات الوقود المحلية. وقال دينيس هاسترت رئيس مجلس النواب ان اسعار البنزين المرتفعة قد تلحق ضررا بالاقتصاد الامريكي وحث مجلس الشيوخ على اقرار مشروع قانون الطاقة الذي وافق عليه مجلس النواب العام الماضي.