لعب الممثل أنطوان كرباج في مسرح الأخوين رحباني دور الملك أو الحاكم أكثر من مرّة. ولعب الممثل رفيق علي أحمد دور الراعي في مسرحيته الخاصة "الجرس"، ثم دوراً قريباً من "أجواء" الراعي هو دور سقراط في مسرحية منصور الرحباني "آخر أيام سقراط". هذه المرّة، سيجمع منصور الرحباني في مسرحيته الجديدة "حكم الرعيان" الممثلين أنطوان كرباج ورفيق علي أحمد ليؤدي كل منهما دوره اياه: كرباج بدور الحاكم، وعلي أحمد بدور الراعي، في محاولة رحبانية جديدة لاستنفار قوّتين ثابتتين في المسرح اللبناني: كرباج بتاريخه المعروف واستمراره اللافت، وعلي أحمد باندفاعته الابداعية التي تحمل نبض الشباب. تروي المسرحية قصة حاكم قرّر ان يضع مكانه على كرسي الحكم صديقه الراعي ليحكم بين الناس بعدما كان يمانع في مجرد التفكير بأن شخصاً ما يمكن ان يحلّ مكانه ذات يوم. وتحدث مفارقات عدة ومواقف تعرض نماذج "حية" مما يجري في عالمنا اليوم، وتحديداً في العالم العربي وأساليب الأنظمة فيه. أما مكان العرض فهو مهرجانات بيت الدين السياحية السنوية التي تقام خلال شهر آب اغسطس من كل عام، وهي المرة الأولى التي تلعب مسرحية لمنصور الرحباني في هذه المهرجانات التي تغيب عنها هذه السنة فيروز بعدما كادت حفلاتها في بيت الدين تتحوّل تقليداً. ويبدو ان اعتماد منصور الرحباني على أنطوان كرباج ورفيق علي أحمد في "حكم الرعيان" قد يغنيه عن دور رئيسي كانت تلعبه على مسرحه عادة مطربة الى جانب مطرب، من دون ان يعني ذلك طبعاً الاستغناء عن الغناء في المسرحية، اذ من المقرر ان تُسند أدوار غنائية الى مطربين ومطربات لم يأخذوا، بعد، فرصاً كافية في مسرح منصور الرحباني. وكما أنشد انطوان كرباج أغنية في مسرحية "ناطورة المفاتيح" هي "يا نجمة الليل" انبثقت من السياق المسرحي يومها، من المقرر ان تنبثق من سياق "حكم الرعيان" أغنية ينشدها رفيق علي أحمد الذي كان أدى أغنية مشهدية في "سقراط" قبل سنوات.