مسرح كازينو لبنان العريق الذي توقّف فترة طويلة نتيجة الاضرار التي حلّت به من جراء المعارك، يُعاد افتتاحه في 12 شباط فبراير في مسرحية "آخر أيام سقراط" للفنان منصور الرحباني. والمسرحية التي كتبها ولحنها منصور الرحباني ويخرجها مروان الرحباني هي أقرب الى الدراما التاريخية الغنائية، وتطرح مأساة الفيلسوف الاغريقي سقراط الذي حُكم عليه بالموت عبر شرب السُم ولم يتراجع إيماناً منه بأفكاره ومبادئه. انطلقت المسرحية اعلامياً في لقاء عقده منصور الرحباني واعضاء الفرقة في المسرح. وألقى كلمة شرح فيها سبب اختياره لشخصية سقراط وقضيته. ومما قال: "آخر ايام سقراط" لماذا؟ لانه حان وقت الصراخ، وعذابات الانسان اكتملت، لان العدالة قلّت في الارض ولأن الظالمين أمعنوا بالاعتداء على الحرية! وجب ان نستدعي سقراط ليموت من جديد في ساحة كل مدينة! ولأن شعب أثينا قديماً هو كل شعب في الارض، فالظلم واحد والفقر واحد والضرائب التي أرهقتهم ترهقنا ولأننا مثلهم نقاتل من اجل الخلاص، لهذا كان لنا، رفاقي وأنا، ان نقدّم هذه المسرحية داعين الجميع الى مشاركتنا في تفعيل الصراع من اجل التغيير... آخر أيام سقراط هي حكاية الشهيد الاول للحقيقة، هي قصة كل مدينة في كل زمان ومكان، هي قصتنا جميعاً نحن الذين نحلم بالحرية والخلاص...". واختار الفنان منصور عدداً من الممثلين الرحبانيين المعروفين من أمثال هدى ووليم حسواني وبعض الممثلين الجدد. ويؤدي دور سقراط الممثل رفيق علي أحمد. وتضم المسرحية أكثر من 60 عنصراً بين راقصين ومنشدين على الخشبة. اما الموسيقى فسُجّلت في معظمها في مدينة كييف، وقد عزفتها الأوركسترا السمفونية لمدينة كييف، وهي مؤلفة من 70 عازفاً. وشاركت الاوركسترا اللبنانية في عزف بعض الألحان والمقطوعات. وتحدث في اللقاء المخرج مروان الرحباني عن ظروف العمل وطبيعته، وقال انه سعى الى تقديم عرض جديد سواء في تقطيعه المشهدي أم في السينوغرافيا والرقص والملابس وبناء شخصيات وتحريك الممثلين. ثم عُرض فيلم صوّر في كييف خلال عزف الاوركسترا السمفونية لموسيقى المسرحية.