أقرت الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة امس، تنفيذ سلسلة عمليات عسكرية ضد الفلسطينيين خصوصاً في قطاع غزة، كان قادة الاجهزة الامنية الاسرائيلية حددوا اهدافها في اجتماع مساء اول من امس. جاء ذلك في وقت، افادت مصادر فلسطينية ان جيش الاحتلال توغل في قطاع غزة حيث دمر مجمعاً جامعياً، كما دمر منزلين في رفح بمحاذاة الحدود مع مصر، قبل ان يشن غارات كثيفة على مناطق سكنية في القطاع. أقر اجتماع المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الامنية والسياسية والذي استمر نحو ثلاث ساعات ونصف ساعة، ضرب قطاع غزة في اطار "عملية عسكرية محدودة"، اضافة الى مواصلة عمليات التصفية والاغتيالات من دون استثناء اي من كبار القادة، في ما اعتبره المراقبون "ضوءاً اخضر" لاغتيال الزعيم الروحي لحركة المقاومة الاسلامية حماس الشيخ احمد ياسين. وشارك في الاجتماع الذي ترأسه رئيس الوزراء ارييل شارون وزراء الدفاع شاؤول موفاز والخارجية سلفان شالوم والعدل يوسف لبيد والامن الداخلي تساحي هنغبي والمواصلات افغدور ليبرمان والداخلية ابراهام بوراز، اضافة الى قادة الاجهزة الامنية الاسرائيلية المختلفة. وذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية ان الهجوم الاسرائيلي على غزة سيكون "غير عادي بحجمه وشموليته وقوته"، وذلك بناء على اوامر مباشرة من شارون ان تكون العملية العسكرية المقبلة "اكثر حدة من المعتاد". وقالت المصادر ان الجيش ينوي "مغادرة غزة مدمرة قبل الانسحاب منها" في اطار خطة شارون المعروفة ب"فك الارتباط"، والتي تمكن من تمريرها في البرلمان الاسرائيلي كنيست بصعوبة بالغة وبغالبية صوت واحد فقط اذ ايدها 46 نائباً في مقابل معارضة 45. وقبيل الاجتماع، نُقل عن موفاز ان التوجه القائم لدى الجيش يقضي بتنفيذ "عملية جراحية"، عوضا عن عمل عسكري "واسع النطاق" من دون ان ينفي ذلك عزم الجيش تنفيذ عمليات برية واسعة في بعض مناطق قطاع غزة. وفي ما يتعلق بسياسة الاغتيالات، اشارت المصادر العسكرية ان "لا قيود على الجيش في تنفيذها عند توافر معلومات استخبارية مناسبة لضرب اهداف محددة"، في اشارة الى قتل القادة الفلسطينيين. وقالت ان شارون وموفاز طالبا الوزراء بالتكتم على الخطة التي اقرت. وكان موفاز امر الجيش الاسرائيلي "بتشديد الهجوم على قادة حماس" وذلك في اعقاب الاجتماع الامني التشاوري مساء الاثنين والذي عقد فور عودته من واشنطن التي قطع زيارته لها اثر عملية اشدود المزدوجة التي اعلنت "حماس" و"كتائب شهداء الأقصى" المسؤولية عن تنفيذها. الى ذلك، ذكرت مصادر قريبة من مكتب شارون ان اجتماعا لقادة الاجهزة الامنية الاسرائيلية اعقب اجتماع المجلس الوزاري في مكتب شارون، مشيرة الى انه وحتى اللحظة لم تتمكن الاجهزة العسكرية من حل لغز كيفية وصول منفذي العملية الى الميناء. وطالب ليبرمان قبيل الاجتماع ب"توسيع نطاق" الاغتيالات لتضم اضافة الى قادة "حماس" قياديي "فتح". ويبدو ان شارون الذي بالكاد نجا من تصويت بحجب الثقة عن حكومته، يسعى الى استقطاب تأييد المستوى العسكري المعارض لخطته بالانسحاب احادي الجانب من قطاع غزة من خلال تبني توجه الجيش الاسرائيلي في توجيه ضربة "قاصمة وقاسية" في القطاع قبل الانسحاب منه لتأكيد ان "الجيش لم يهرب" من غزة على وقع عمليات المقاومة. وفي الوقت الذي حشد فيه الجيش الاسرائيلي قواته وآلياته العسكرية بما فيها عشرات الدبابات على مداخل القطاع خصوصا من الجهة الجنوبية، ونفذ عملية توغل في خان يونس ورفح، هاجم رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء نظيره الاسرائيلي شارون وتصريحاته التي قال فيها انه لا يوجد لاسرائيل شريك فلسطيني للمفاوضات. وقال قريع في تصريحات خلال مؤتمر اقتصادي عقد في رام الله "الشريك الفلسطيني موجود ومنتخب وملتزم الاتفاقات وخريطة الطريق ... ومستعد للتفاوض اذا توافر شريك اسرائيلي جاد يريد ان يتوصل الى السلام". وقال قريع انه في حال استمرار الجانب الاسرائيلي بالقول انه لا يوجد شريك فلسطيني، فان الجانب الفلسطيني سيعلن ان لا شريك اسرائيلي يستطيع التفاوض معه. وحذر قريع الجانب الاسرائيلي من شن هجوم على غزة مشيراً الى ان الفلسطينيين لن يسكتوا على قتل الابرياء. جاء ذلك في وقت افادت مصادر امنية فلسطينية وشهود ان الجيش الاسرائيلي توغل في جنوب مدينة غزة وفجر مجمعاً من الابنية الجامعية كما جرح اثنين من قوات الامن الفلسطينية. وزادت المصادر ان "قوة اسرائيلية انطلقت من مستوطنة نتساريم وتوغلت في جنوب مدينة غزة، ما ادى الى اصابة اثنين من عناصر قوات الامن الفلسطينية". وتابعت ان "الجيش الاسرائيلي فجر بعدها مبنى كلية التربية الجامعي جنوب مدينة غزة وجرف عشرات الاشجار في المنطقة قبل ان ينسحب". ويتألف هذا المجمع من ابنية عدة ويتولى تأهيل المدرسين في قطاع غزة، كما يعتبر اقدم مبنى جامعي في القطاع. في غضون ذلك، اصابت قذيفة مضادة للدروع اطلقها فلسطينيون منزلا في مستوطنة نيفي ديكاليم في قطاع غزة من دون وقوع اصابات. واعلنت "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" مسؤوليتها عن اطلاق صاروخ على المستوطنة واصابة بيت في داخلها اصابة مباشرة". في الوقت ذاته، افادت مصادر امنية فلسطينية وشهود ان الجيش الاسرائيلي توغل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وقام بهدم منزل بشكل كامل والحق اضرارا كبيرة بالاخر.