خصص ملحق "مجتمع" "الحياة" في 15 محرم 1425 ه الموافق 6 آذار / مارس 2004م لموضوعات عن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وتحدث المحرر تحت عنوان: "الطريق الى القمة" عن المناضلة السعودية هنادي الهندي التي درست علوم الطيران في الأردن. وبغض النظر عن الخطأ في كتابة اسمها، فقد ذكر المحرر أنها هند هنادي، بينما اسمها هنادي زكريا الهندي، الا ان من يقرأ ما كتبه المحرر يشعر بأن هنادي صارت منبوذة في مجتمعها بعد إقدامها على دراسة الطيران. والمفارقة الحاسمة ان صحيفة "المدينة" نشرت في 13 محرم 1425 ه الموافق 4 آذار 2004م أخبار التكريم الواسع الذي حظيت به هنادي في السعودية، على المستويين الرسمي والشعبي. فقد جاء في العدد المشار اليه تحت عنوان: "أول كابتن طيار سعودية تحكي تجربتها في ثلوثية طيب"، وفي التفاصيل ان ثلوثية - لقاء أدبي علمي يتم كل يوم ثلثاء - المحامي الاستاذ محمد سعيد طيب قد كرمت هنادي الهندي، ووالدها ووالدتها، في حضور جمع من الأدباء والمفكرين ورجال الاعمال والإعلاميين. وتحدثت هنادي عن تجربتها أول فتاة سعودية تدرس علوم الطيران، وتحصل على رتبة كابتن طيار. وفي نهاية حفل التكريم أوصى الحاضرون بأن تتكفل الخطوط السعودية تعيين الكابتن هنادي. وجاء في الخبر المنشور في "المدينة" ان العقيد طيار محمد الشمراني، مدير متحف صقر الجزيرة للطيران، ونائبه العقيد طيار كارم الثقفي، استقبلا الكابتن هنادي الهندي التي قامت بجولة في متحف صقر الجزيرة، وسجلت كلمة في السجل الذهبي معربةً عن سرورها بزيارة المتحف. وبذلك فقد حظيت هنادي بالتكريم اللائق من فئات مجتمعها كافة، ولم ينبذها أحد. وأخيراً، فقد ذكر محرر صحيفة "الحياة" ان هنادي، عندما التحقت بأكاديمية الطيران في الأردن، أثارت حنق والدتها المتشددة لأنها سافرت من دون محرم، وتعلمت قيادة الطائرات فيما السيارة ممنوعة على المرأة السعودية. إن هذه الفقرة تشير الى ما يحمله المحرر من ضغائن ضد المجتمع السعودي العربي المسلم. ففي الوقت الذي كان يصوغ هذه المغالطات كانت هنادي تحظى بالتكريم الذي يليق بها. اما وصفه والدتها بالمتشددة، فلا أدري ماذا يقصد بالتشدد؟ ومن سوء حظه ان والدة هنادي حضرت مع ابنتها حفل التكريم في ثلوثية طيب، وجلست الى جوارها، ما يوحي برضا الأم عن دراسة ابنتها للطيران. الرياض - فرج الله أحمد يوسف