استبعد المعلقون الاسرائيليون للشؤون الحزبية ان ينجح الزعيم الجديد لحزب "ياحد"، المشكل من حركتي "ميرتس" و"شاحر" في انتشال اليسار الصهيوني من أزمته العقائدية والمالية التي تفاقمت بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة قبل اكثر من عام، وقلصت تمثيل "ميرتس" في الكنيست الحالية الى ستة نواب ليتراجع تأثيرها في الحياة السياسية الى حد كبير. وعلى رغم ان المرشحين لزعامة الحزب اللذين خاضا انتخابات داخلية امس ستتضح نتائجها صباح اليوم، هما يوسي بيلين والكولونيل في الاحتياط ران كوهين هما من الشخصيات اليسارية البارزة، لا يثق المعلقون بقدرة أي منهما في "لم شمل" اليسار الصهيوني ليكون الحزب الجديد عنواناً سياسياً له. وذلك في ضوء تعزيز النزعة اليمينية في اسرائيل في الأعوام الأربعة الأخيرة، وأزمة الثقة بين اليسار وعدد من أتباعه التقليديين بالإضافة الى تراجع التأييد الذي ناله اليسار الصهيوني في أوساط عرب الداخل في السابق وتأييد غالبيتهم الساحقة الأحزاب العربية الوطنية والاسلامية. وبينما خاض كوهين معركته تحت شعارات اجتماعية واقتصادية حمل بيلين الراية السياسية، مما يعني ان انتخاب الأول سيمنح الحزب الجديد صفة "حزب العدالة الاجتماعية"، فيما ستطغى الأجندة السياسية على الحزب بزعامة بيلين. ويعتبر بيلين 56 عاماً، وهو من اليهود الاشكيناز أحد ألمع السياسيين الاسرائيليين أو "شمعون بيريز المستنسخ"، وفقاً لتوصيف أحد المعلقين، وهو الذي ترعرع في حزب العمل وكان ناطقاً باسمه قبل ان يدخل الكنيست العام 1988 ويبقى فيها حتى العام 1999، ثم يغادر الحزب محتجاً على عدم انتخابه على لائحته للانتخابات البرلمانية الأخيرة، فأقام حركة "شاحر" ثم انضم الى لائحة "ميرتس" في المرتبة ال12، ولم ينجح في العودة الى الكنيست. ويعتبر بيلين، الذي شغل مناصب وزارية عدة، أحد أبرز مهندسي "تفاهمات جنيف" لحل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي، وعرف ايضاً بنشاطه الاجتماعي وقيادته حركات شعبية دعت الى الانسحاب الاسرائيلي من لبنان. ويعتبر كوهين 64 عاماً المولود في العراق، من أركان اليسار الصهيوني ومن مؤسسي عدد من الحركات اليسارية التي نشأت بعد حرب العام 1967. دخل الكنيست قبل 20 عاماً ولا يزال عضواً فيها، كما شغل منصباً وزارياً في حكومة ايهود باراك وسجله حافل بالنشاطات في المجال الاجتماعي.