أعلنت قطر أمس وضع نظام تعليمي حديث يستند الى انشاء مدارس "مستقلة" بتمويل حكومي تحتكم الى "معايير دولية" وتتمتع باستقلالية في اختيار طاقمها التعليمي ومناهجها الدراسية، لكنها ستحافظ على تدريس المواد الدينية. وكان ولي العهد القطري رئيس "المجلس الأعلى للتعليم" الشيخ تميم بن حمد آل ثاني افتتح اللقاء بحضور زوجة أمير قطر الشيخة موزة المسند، نائبة رئيس المجلس، وحشد من الشخصيات الرجالية والنسائية. وتدخل المبادرة التعليمية قطر في مرحلة جديدة من الإصلاحات، وهو ما أشار اليه الشيخ تميم عندما قال إن "قطر نفذت في السنوات الأخيرة العديد من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي هدفت جميعها الى تطوير المجتمع القطري". وبعدما شدد على "أهمية التعليم وتأثيره الشامل على كل جوانب التنمية"، رأى أن "نجاح خطة التطوير بمعناه الشامل لن يتأتى إلا إذا صاحبه نجاح في الارتقاء بنظامنا التعليمي". وكشف مدير هيئة التعليم في المجلس الدكتور درويش غلوم العمادي أثناء المناقشات أن النظام الجديد سيطبق تدريجيا في 15 "مدرسة مستقلة" في ايلول سبتمبر 2004، وقال إنه سيقدم تعليما متميزاً للطلاب في قطر يلبي متطلبات القرن الحادي والعشرين، ويؤهلهم بما يتماشى مع متطلبات المجتمع القطري. وقال العمادي إن المدارس المستقلة "حكومية تمولها الدولة، ويحق للجميع، مواطنين ومقيمين، الالتحاق بها"، وستحتكم الى "معايير دولية للمناهج" مع التركيز في هذا الشأن على أربعة مواد هي اللغتين العربية والإنكليزية والرياضيات والعلوم. ويهدف هذا النوع من المدارس الى "تشجيع الإبداع وفق معايير عالمية" كما قالت الدكتورة شيخة المسند عضو المجلس الأعلى للتعليم التي أعلنت أن هناك خطة لإنشاء "هيئة التعليم العالي" لمواكبة النظام التعليمي الجديد وتطوير نظام ابتعاث الطلاب الى الخارج والمنح الدراسية يقوم على مفهوم الجودة. وقالت شيخة المسند ل"الحياة" أن تعميم النظام الجديد على كل المدارس سيستغرق نحو خمس أو ست سنوات. وعلم أن الدولة خصصت مبالغ مالية كبيرة لتنفيذ أول مشروع من نوعه في المنطقة. وطرح قطريون وقطريات، في جلسة نقاش اعقبت إعلان تفاصيل المبادرة، اسئلة عن تأثير النظام التعليمي الجديد على العادات والتقاليد والثقافة العربية الإسلامية فرد عضو المجلس الأعلى للتعليم الدكتور محمد صالح السادة بقوله إن النظام الجديد ستكون له القدرة على إيصال الثقافة العربية والإسلامية بطريقة عصرية راقية، وشدد على أن الإسلام دين قطر وأن النظام التعليمي الحديث سيكرس العادات والتقاليد واللغة العربية والدين الإسلامي. من جهته، اوضح العمادي أن الجهة المشرفة على تنفيذ المشروع "وطنية تعتز بعروبتها وإسلامها" وقال إن "كل المدارس المستقلة ستدرس المواد الشرعية". أما الدكتورة المسند فقالت إن "المشروع قطري ومسلماته الأساسية تقوم على احترام القيم والتراث القطري"، مشيرة الى أن "الخبرات الأميركية والبريطانية والنيوزيلندية والأسترالية وغيرها ينحصر دورها في الجانب التقني". ويتميز النظام التعليمي الجديد بأنه يمنح المدارس المستقلة حرية واسعة تشمل حتى اختيار المعلمين والمناهج بشرط الاحتكام الى "معايير دولية"، ويهدف المشروع أيضا الى تعزيز قيم "المشاركة" و"الشراكة" في المجتمع القطري.