الإدارة في غالبية الهيئات والمؤسسات العربية في أزمة، والرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً ليست استثناء حُكماً... وهذا ما أكد عليه الزميل عصام عبدالمنعم رئيس الاتحاد المصري الموقت للعبة غير مرة، مشيراً إلى أن همه الأول في المرحلة المقبلة هو تغيير المفهوم الإداري الذي أودى باللعبة في بلاده إلى كل هذا السوء التي آلت إليه. لقد أكدنا غير مرة أن أسوأ ما في الإدارة هو سوء الإدارة وهذا أكثر ما عانت منه الكرة المصرية فعلاً في سنواتها الأخيرة، وكل ما نأمله أن يعمل الاتحاد الموقت على إزالة هذه الشائبة التي أساءت إلى اللعبة كثيراً... وأعتقد بأنه وبأسمائه الجديدة الطامحة إلى التغيير إلى الأفضل، طبعاً، سيكون قادراً على إدارة دفة الأمور باحترافية تامة، حتى لو لم تسعفه المدة المحددة له وهي سبعة أشهر في إنجاز كل ما هو مطلوب لإعادة اللعبة إلى الطريق الصحيحة... لكن المهم هو أن تبدأ طريق الإصلاح في عهده وبمفهوم إداري علمي نابع من أرض الواقع لا من بين الأحلام والأوهام، أما من يكمل المسيرة في ما بعد فلا يهم، لأن المهم أن تتخذ الخطوة الصحيحة الأولى نحو إحياء آمال محبي الكرة المصرية في الداخل والخارج وكل أرجاء الوطن العربي، بانتعاشة أو انتفاضة تعيد إليها الريادة الأفريقية والعربية. لكن هل يمكن أن يتحقق ذلك وجزء كبير من الإعلام المحلي يتكاتف ضد الاتحاد الموقت من دون أن يبرر بوضوح أسباب الهجوم الذي يشنه عليه، أم أنه هجوم وخلاص على طريقة "إني أعترض وأشجب وأندد وأناشد..." تلك الطريقة التي أضاعت كل قضايانا العربية في متاهات وردهات التناقض والتنافر والأنانية المفرطة؟ طبعاً، لا يمكن لأن الاتحاد في حاجة إلى مساندة الجميع في هذه المرحلة الحرجة التي كُلف فيها مهماته الرسمية، خصوصاً أنه يتوسطها موعد اختيار الدولة المضيفة لنهائيات كأس العالم المقررة في عام 2010 في أفريقيا للمرة الأولى... والتي يأمل كل مصري محب لبلاده بأن تكون من نصيبها. الأكيد أن هذا لا يعني إطلاقاً أن الاتحاد الموقت فوق النقد، لكن فلنسعى جميعاً إلى أن يكون نقداً هادفاً بناءً يسمو فوق الخلافات الشخصية وتصفية الحسابات... وإذا أخفق الاتحاد الموقت بعد المهلة الممنوحة له في تحقيق أدنى نجاح منتظر منه، فلنذبحه جميعاً، ووقتها سيكون كل الحق معنا لأننا ساندناه في البداية في القيام بمهمته من دون "تقطيع" أو تجريح. وبالمناسبة، أعترف بأنني من أشد المعجبين ببرنامج "القاهرة اليوم" الذي يقدمه الزميلان المتألقان دوماً عمرو أديب ونيرفانا أدريس، لكنني فوجئت بتدني مستوى "إدارة" حلقة أول من أمس التي دارت حول مستقبل الكرة المصرية في عهد الاتحاد الجديد لما جاء فيها من أحاديث خرجت كثيراً عن موضوع الحلقة الذي كان من المفترض أن يجيب عن أسئلة ثلاثة أعلن عنها أديب: هل يستطيع الاتحاد الجديد تغيير الواقع الأليم الذي تعيشه الكرة المصرية حالياً؟ وهل سيلحق فعلاً في هذه المدة القصيرة أن يحدث تغييرات مؤثرة؟ أم أنه لن يغير شيئاً وستظل الكرة المصرية إلى هبوط في وقت تتطور فيه في كل مكان؟ تلك أسئلة رائعة، لكن الحلقة التي ضمت المهندسين طارق غنيم نائب رئيس الاتحاد الموقت، وعدلي القيعي الأمين العام للاتحاد، والناقد الرياضي الغني عن التعريف الدكتور علاء صادق، خرجت عن مضمونها في وضوح... إذ بدأت وانتهت من دون أن نحصل على أي إجابة وافية عن أي سؤال من الأسئلة الثلاثة، ومن دون أن نغفل أيضاً أنه كانت هناك محاولات تسعى إلى تأكيد أن الاتحاد الموقت سيفشل في مهمته، وأن الغلبة ستكون في النهاية لاتحاد "الكباب والكفتة"!! يا سادة أتركوا الناس تعمل في هدوء، ولا تشغلوهم بالرد على انتقاداتكم الآن على الأقل، لعل وعسى أن تكون هذه هي المرة التي انتظرناها طويلاً من أجل أن يبدأ الإصلاح الحقيقي الذي ننشده للكرة المصرية... وبطريقة موضوعية وعقلانية، لا على طريقة عمرو ونيرفانا!