هل باتت لغة الشتيمة هي السائدة في الإعلام المصري وبخاصة التلفزيوني؟ سؤال تناوله المذيع الشاب إبراهيم فايق في برنامجه اليومي «الحريف» الذي يقدمه في قناة «دي أم سي سبورت» مع ضيفيه الناقد الرياضي المعروف حسن المستكاوي والناقد الرياضي في صحيفة «الأهرام» محمود صبري. أسئلة كثيرة أثارها فايق مع ضيفيه حول ظاهرة غياب الموضوعية في كثير من البرامج الرياضية ووصولها منذ وقت طويل إلى حالات غير مسبوقة من الشتائم وتبادل الاتهامات عند وقوع أي خلاف، وعلاقة هذا كله بغياب مبدأ المحاسبة. قد لا تكون وقفة إبراهيم فايق في برنامجه «الحريف» هي الأولى في الإعلام التلفزيوني، لكنها بالتأكيد الأهم والأكثر جرأة والتي نجحت في وضع الظاهرة الشاذة ضمن عناوين موضوعية وأشارت إلى غياب القوانين الرادعة ما جعل كثراً من «فرسان» هذه الظاهرة يمارسون سلوكهم العدواني من دون خشية أية محاسبة، فالقوانين غير موجودة وإن وجدت لا تأخذ طريقها إلى التنفيذ إلى الحد الذي جعل أشخاصاً بعينهم يشكلون تهديداً دائماً لكل العاملين في الوسط الرياضي. الناقدان المعروفان المستكاوي وصبري أكدا غياب المحاسبة، ما ساهم في استفحال الظاهرة، خصوصاً أن وقائع الشتائم تنتقل بسرعة من شاشات القنوات الفضائية إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وتخلق استقطاباً يساهم أكثر فأكثر في زيادة التعصب والكراهية، خصوصاً والجميع في مصر يترقبون باهتمام صدور قرار عودة الجمهور إلى مدرجات مباريات كرة القدم سواء مباريات الدوري العام أو مسابقة الكأس. كانت موضوعية ومفيدة في البرنامج أيضاً مداخلة المشرف على قناة «النادي الأهلي» عدلي القيعي الذي توقف عند أهمية المحاسبة من خلال تطبيق عقوبات اقترحها الناقد الرياضي حسن المستكاوي وتكون متدرجة تتصاعد إلى حد وقف المتجاوزين عن ممارسة المهنة. حلقة موضوعية ومفيدة وفيها كثير من الوضوح والجرأة، لكننا نعتقد أنها تحتاج إلى تفعيل مبدأ المحاسبة ليشمل العاملين في الرياضة من لاعبين ومدربين وإداريين ورؤساء أندية يشكلون هم أيضاً جزءاً من الظاهرة السلبية ويغذونها بين وقت وآخر بأسباب استمرارها. وقد كان لافتاً قبل ساعات من حلقة برنامج «الحريف» الحادثة التي وقعت في ختام مباراة بين فريقي «بتروجيت» و «المصري» حين قام المدير الفني لفريق «المصري» نجم كرة القدم المصرية حسام حسن بحركة غير أخلاقية أمام الشاشة وخلال البث المباشر من دون أن ننسى بالطبع ظاهرة رئيس نادي الزمالك الحاضر بصورة دائمة في كل الوقائع الخلافية. هل تكون حلقة «الحريف» جرس إنذار تضع من يهمهم الأمر أمام مسؤولياتهم؟