زوال "ما كانت عيناك تشبعان من عينيّ وها تنطويان بأسى تحت أجفان ثقيلة لأن حبنا يحتضر". قالت "مع أن حبنا يحتضر دعنا مرّة بعد نقف سوية على الضفة الموحشة للبحيرة في هذا الوقت الكئيب حين ينام الوله، كطفل فقير منهك وتبدو النجوم هائلة البعد، وقبلتنا الأولى قصيّة، وآه، كم هرم قلبي". ومشيا فوق الأوراق الذابلة ساهمين ثم أجابها بهدوء، ويده في يدها: "طالما أنهك العشق قلبينا الهائمين". كانت الأشجار تتخلى عن أوراقها الصفراء من حولهما، والأوراق تتساقط كالشهب في الحلكة، وإذا بأرنب سمين أعرج يجتاز الطريق يطارده الخريف: فوقفا مرّة بعد على الضفة الموحشة للبحيرة والتفت اليها فلاحظ انها شكلت صدرها وشعرها بأوراق ذاوية، بليلة مثل عينيها لعلها لملمتها بهدوء. قال: "آه لا تكتئبي لأننا منهكان، ثمة حب آخر وأكثر بانتظارنا لا تتوقفي عن الحب، والكراهية حين تيأسين أمامنا الأبد، وأرواحنا حب وفراق، أبداً". قرب الحدائق العامة واعدتُ حبيبتي في الحدائق العامة عابراً في خطوات ثلجية ناصعة ضئيلة، فنصحتني أن آخذ الحب برفق، كما تنمو أوراق الشجر ولكنني، كأي فتى غبيّ، لم أقتنع. وفي الحقل، قرب النهر، وقفت مع حبيبتي وألقت يدها الثلجية البيضاء على كتفي، تنصحني أن آخذ الحياة برفق، كما تنمو الأعشاب على السدود ولكنني، كأي فتى غبيّ، كنت... وها أنا اليوم ممتلئ بالدموع. طيّار ايرلندي يتنبأ بموته أعرف تماماً انني سأموت هناك في بقعة ما في الغيوم لأني لا أكره من أحارب ولا أحب الذين أدافع عنهم بلادي كيلترتن كروس، وشعب بلادي فقير مهما حصل لن يخسر شيئاً ولن يربح أيضاً أي شيء لذا لست أقاتل للحق أو الواجب أو السياسيين أو تصفيق الجمهور، بل للمتعة وحدها للضوضاء في قلب الغيوم. بهذا فكرت وقارنت فسنواتي الآتية ضياع تماماً كسنواتي الفائتة وهكذا الحياة والموت سواسية. العودة الثانية الصقر يحوقل، يحوقل في الدائرة الواسعة ولا يصغي لسيّده. الأشياء تتداعى" المركز لا يصمد" لا شيء عدا الفوضى تروم العالم، وهيبة البراءة غريقة في كل مكان. أفضل البشر بحاجة الى الإيمان، والأشرار يستمرون بالحماسة اللاهبة. حقاً، انها رؤيا الكسوف تقترب حقاً، انها العودة الثانية تقترب العودة الثانية! ما ان أقول ذلك تبهرني رؤيا عظيمة تصعد من الروح الأعلى وفي القفر فوق رمال الصحارى يتبدى رأس انسان على جسم أسد، يحملق زائفاً، بلا شفقة كالشمس يحرك أردافه ببطء بينما تحلّق حوله ظلال العصافير الموتورة في الصحراء. مرّة أخرى يعمّ الظلام، فأفهم أن عشرين قرناً من الهجوع الصلد باتت كابوساً في مهدها الحجر وأي وحش كاسر سيولد أخيراً ويزحف الى بيت لحم. ترجمة: جاد الحاج