احتفلت مؤسسة قمة المرأة العربية هذا العام بيوم المرأة العالمي بتنظيم "منتدى المرأة العربية والنزاعات المسلحة" الذي استضافته العاصمة اللبنانية بيروت من 7 آذار مارس الى 9 منه. أن يخصص منتدى لبحث مشكلات المرأة العربية في ظل النزاعات المسلحة أمر ملح، فنساء فلسطين والعراق صرن في العالم كله رمزاً لهذا الموضوع، تجرى عليهن الدراسات وورش لعمل، وتخصص بعض الجمعيات النسائية الدولية برامج لمساندتهن، لكن المطلوب من المنتدى العربي كان أكثر من ذلك بكثير، فهل نجح في أن يخطو خطوة متقدمة في دراسة مشكلة المرأة العربية والنزاعات المسلحة ووضع خطط عملية لدعمها؟ تضمن برنامج المنتدى ندوات توزعت في المحاور الآتية: "المرأة في التشريعات والآليات المتعلقة بالنزاعات المسلحة" وعرضت خلاله الاتفاقات والقرارات ذات الصلة لتطبيق الإتفاقات الدولية، وتجارب قيام محاكم للنظر في جرائم حرب، إضافة الى سبل تمكين المرأة من الحماية الدولية. وخصص محور لقضية "المرأة العربية تجاه النزاعات المسلحة"، وفي هذا الإطار كان عرض عميق للصحة النفسية والجسدية للمرأة في ظل النزاعات وبحث وضعها الإجتماعي والاقتصادي الذي تعاني منه في ظل النزاعات، إضافة الى التطرق الى الوضع التربوي والثقافي، وكان المحور الأخير عن "دور المرأة العربية وسبل تمكينها في بناء العدالة والسلام". وتدل هذه العناوين الى أن المنتدى حرص على تقديم نظرة شمولية ومعمقة لوضع المرأة في ظل النزاعات، وحاضر في ندواته سياسيون ومتخصصون، ولم يقتصر في جلساته على الطابع الإحتفالي الذي يرافق اللقاءات الموسعة أحياناً كثيرة. ولكن إصدار بيانات الإدانة أمر لا يكفي، وحان الوقت فعلاً لبحث آليات عمل تدعم من خلالها الحكومات هيئات المجتمع المدني. شعر متابعو الافتتاح بأن المنتدى واقع "تحت تأثير الوضعين الفلسطيني والعراقي"، وعلى رغم ذلك لم تعرض فيه بيانات وإحصاءات جديدة عن النساء الفلسطينيات والعراقيات ضحايا النزاعات، ولا يمكن تبرير غياب البيانات العراقية بغياب الوفد العراقي، إذ تزخر الصحف ومواقع الجمعيات النسائية وجمعيات حقوق الإنسان بالمعلومات والإحصاءات عن أوضاع الفلسطينيات والعراقيات. تحذر دراسة صدرت أخيراً في موقع "سايبر سوليدير" من أن الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد الفلسطينيين والجدار الفاصل ستجبر الفلسطينيات على الإبتعاد عن سوق العمل، ومنذ انطلاقة انتفاضة الأقصى وحتى 22 تشرين الأول اكتوبر الماضي بلغ عدد النساء الفلسطينينات اللواتي قتلن في الاعتداءات الإسرائيلية مئتي امرأة. وتزخر يوميات الفلسطينيات بقصص عن نساء وضعن أولادهن عند الحواجز الإسرائيلية، وعن استشهاديات، وقد أدت الإعتداءات الإسرائيلية إلى قتل امرأتين في يوم المرأة العالمي في 8 آذار مارس الماضي. أما بالنسبة الى وضع العراقيات فإن نساء هذا البلد اللواتي عانين من مآسي الحظر المفروض على بلادهن وتدهور الوضع الإقتصادي وانتشار بعض الأمراض بسبب الأسلحة التي استخدمت في حرب الخليج الثانية، فإن وضعهن بعد الحرب الأخيرة على بلادها الكثير من المشكلات من اغتصاب الى تدهور الوضع الأمني، إضافة الى مشاكل اجتماعية واقتصادية أخرى.