أكد عبدالقادر محمد جاسم، معاون رئيس "جامعة البكر للدراسات الاستراتيجية" سابقاً، ل"الحياة" أن الفقرة "ج" من المادة 61 في الدستور الموقت لا يمكن اعتبارها مكسباً سياسياً كاملاً أو خاصاً للأكراد، مشيراً الى وجود "متغيرات في الواقع العراقي قد لا تكون دخلت في حسابات القيادات الكردية التي تتطلع الى نوع من الانفصال". وقال محمد أمين الدلوى، عضو قيادة تنظيم بغداد في "الحزب الديموقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني ل"الحياة" ان استفتاء الحزبين الكرديين الرئيسيي. "الديموقراطي" و"الاتحاد الوطني" بزعامة جلال طالباني في مناطق السليمانية ودهوك وأربيل لمعرفة الموقف الشعبي من مشروع الفيديرالية. وأضاف: "من حق الشعب الكردي أن يقرر مصيره بنفسه من دون تدخل أحد". وتسود قناعات سياسية في بغداد أن الزعيمين الكرديين يريدان من الاستفتاء في هذا الوقت بالذات أن يؤكدا دعم الشارع لتوجهاتهما نحو الفيديرالية السياسية الكاملة. ولفت عادل نوري محمد، عضو مجلس الشورى المركزي في "حزب الاتحاد الإسلامي الكردستاني"، في تصريح الى "الحياة" إلى أن بارزاني وطالباني قد ينتهيان سياسياً إذا تنازلا عن حقوق الاكراد في تقرير المصير، مضيفاً أن "الشارع الكردي أكثر تشدداً من زعمائه في موضوع إقامة فيديرالية سياسية كاملة". ونفى وجود أي معارضة كردية للزعيمين. وقال عبدالقادر جاسم إن مشروع الفيديرالية محدد بعوامل أهمها: "الخلافات في الصراع على السلطة وتوزيع الثروة بين بارزاني وطالباني. أضف الى ذلك الخلافات القبلية وخلافاتهما السياسية، إذ كان طالباني لسنوات طويلة قائداً لوحدة عسكرية تابعة للحكومة العراقية السابقة قاتلت قوات مصطفى بارزاني الأب في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وهذا عنصر جعل القسم الاكبر من سكان دهوك وأربيل، اللتين تسيطر عليهما قوات بارزاني، يكنون العداء لطالباني". ورأى أن أكثر من نصف مليون كردي ممن يعيشون في بغداد والانبار يعارضون توجهات الزعيمين، وأن هؤلاء يدركون أن المواطن الكردي كان يتمتع بحق التملك في أي محافظة عراقية على عكس العرب العراقيين في شمال العراق، كما كان الاكراد معفيين من تأدية الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش السابق. وجاء في تقرير اقتصادي نشر أخيراً في بغداد أن آلاف الاكراد هاجروا الى وسط البلاد في إطار عملية تجارية واسعة بعد سقوط النظام السابق. وأن "الكثير من الأكراد العراقيين يعتبر إقامة دولة فيديرالية في شمال العراق أمراً خطيراً يهدد مصالحهم".