الحال المتردية التي وصلت اليها كرة القدم المصرية تسمح لأي مسؤول بأن يتخذ أي قرار يرى فيه انقاذاً لما تبقى من أمل للجماهير باللعبة الشعبية الأولى في بلاده، حتى لو كان في هذا القرار خرق للقوانين واللوائح البالية التي كانت من بين العناصر الاساسية التي أصابت اللعبة بهذا الداء والبلاء. فالمهم في هذه المرحلة ان تحمل اللجنة الموقته شعار "الرجل المناسب في المكان المناسب... في الوقت المناسب"، وهذا ما اعتمد عليه وزير الشباب الدكتور علي الدين هلال عندما اختار الاسماء التي عهد اليها إدارة اللعبة في محاولة صادقة منه لتجاوز الأزمات المهينة التي تعرضت لها في الفترة الأخيرة بدءاً من هزائم منتخب الناشئين الى منتخب الكبار مروراً بالشباب والأولمبي طبعاً... وفي رأيي ان الرجل أحسن الاختيار فعلاً، لأن اللجنة ضمت في غالبيتها اسماء شابة غيورة على الرياضة المصرية عموماً وكرة القدم خصوصاً، وأعتقد انها ستكون قادرة على تصحيح الأوضاع بحق، شرط ان يقف الجميع الى جانبها وفي مقدمهم الاعلام المحلي والعربي. لقد تابعت خلال وجودي في استراليا الاسبوع الماضي لتغطية بدء انطلاق بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد الكثير من الحديث عن اللجنة وعناصرها... ومن معها ومن ضدها. لكن أكثر ما أدهشني كان كلاماً عن أخطاء في تطبيق القانون وخرق له عند اختيار عناصر اللجنة الموقتة، وتعجبت كثيراً من هذا النهج الاعلامي الذي يبدو وكأن اصحابه لم يجدوا في الورد عيباً سوى أن لونه "أحمر" مثلاً... فهاجموا "التشكيلة" في شدة! اختيار هاني أبو ريدة لعضوية اللجنة الموقته لادارة الكرة المصرية الى حين موعد الانتخابات المقبلة ليس جريمة، ولن يتسبب في انحدار المستوى الفني للعبة الى الحضيض كما هي حالها الآن... وانما هو اختيار صب في تقدير أهمية هذا الرجل في المحافل القارية والدولية وقدرته على التحرك في شكل فاعل في المرحلة المقبلة من أجل ان تحظى مصر بنيل شرف تنظيم نهائيات كأس العالم المقررة عام 2010 للمرة الأولى في القارة الافريقية... وهو مطلب شعبي ورسمي كبير لا يعترف بقوانين أو لوائح صارت بحاجة ماسة الى التغيير، بل يتطلب خرقها وتكسيرها وتحطيمها وتدميرها وكل شيء آخر ممكن في سبيل تحقيق هذا الحلم المصري الكبير. يا جماعة الخير، اتركوا اللجنة الجديدة "تعمل وتعمل وتعمل" ثم حاسبوها في نهاية السنة التي ستمضيها في موقعها. وكفانا كلام وهجوم من دون حساب ولنتعلم ولو لمرة واحدة متى نمدح ومتى نذبح، لأن خسارة الكرة المصرية هي في المقام الاول خسارة للكرة العربية... فلا حداثة من دون ريادة أصلاً، ولا أحد يمكنه ان ينكر مهما كان شأنه أنه لولا الكرة المصرية ما كانت هناك كرة عربية أساساً... مش كدة ولا أيه؟!