نائب أمير تبوك يطلق حملة نثر البذور في مراعي المنطقة    منتدى المدينة للاستثمار.. يراهن على المشروعات الكبرى    انطلاق منافسات سباقات الخيل في ميدان الفروسية بالدمام الجمعة المقبل    عبد العزيز بن سعد يشهد الحفل السنوي لجمعية الأطفال ذوي الإعاقة بحائل 2024    المملكة تُطلق الحوافز المعيارية لتعزيز الصناعة واستقطاب الاستثمارات    مدرب البحرين مازحاً: تمنياتي للعراق التوفيق في كأس العالم وليس غداً    سفير المملكة لدى أوكرانيا يقدّم أوراق اعتماده للرئيس فولوديمير زيلينسكي    خطة تقسيم غزة تعود إلى الواجهة    225 مليون مستفيد بجمعية هدية الحاج والمعتمر    مسفر بن شيخة المحاميد في ذمة الله    فريق علمي لدراسة مشكلة البسر بالتمور    فرصة لهطول الأمطار على الرياض القصيم الحدود الشمالية والشرقية    من رواد الشعر الشعبي في جازان.. عبدالله السلامي    تشريعات وغرامات حمايةً وانتصاراً للغة العربية    "الوعلان للتجارة" تحتفل بإطلاق "لوتس إمييا" 2025 كهربائية بقدرات فائقة        "البروتون" ينقذ أدمغة الأطفال.. دقة تستهدف الورم فقط    الترفيه تعلن عن النزالات الكبرى في فعالية UFC ضمن «موسم الرياض»    الجيلي يحتفي بقدوم محمد    جسر النعمان في خميس مشيط بلا وسائل سلامة    وزير داخلية الكويت يطلع على أحدث تقنيات مركز عمليات 911 بالرياض    عمان تواجه قطر.. والإمارات تصطدم بالكويت    تيسير النجار تروي حكاية نجع في «بثينة»    الصقارة.. من الهواية إلى التجارة    زينة.. أول ممثلة مصرية تشارك في إنتاج تركي !    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع    قبل عطلات رأس السنة.. أسعار الحديد ترتفع    "الصحي السعودي" يعتمد حوكمة البيانات الصحية    مستشفى إيراني يصيب 9 أشخاص بالعمى في يوم واحد    5 طرق لحماية أجسامنا من غزو البلاستيك    وتقاعدت قائدة التعليم في أملج.. نوال سنيور    «بعثرة النفايات» تهدد طفلة بريطانية بالسجن    رشا مسعود.. طموح وصل القمة    "فُلك البحرية " تبني 5600 حاوية بحرية مزود بتقنية GPS    استدامة الحياة الفطرية    قدرات عالية وخدمات إنسانية ناصعة.. "الداخلية".. أمن وارف وأعلى مؤشر ثقة    آبل تطور جرس باب بتقنية تعرف الوجه    محمد بن سلمان... القائد الملهم    تنمية مهارات الكتابه الابداعية لدى الطلاب    منصة لاستكشاف الرؤى الإبداعية.. «فنون العلا».. إبداعات محلية وعالمية    محافظ جدة يطلع على برامج "قمم الشبابية"    البرازيلي «فونسيكا» يتوج بلقب بطولة الجيل القادم للتنس 2024    هجوم ألمانيا.. مشهد بشع وسقوط أبشع!    سيكلوجية السماح    عبد المطلب    زاروا معرض ومتحف السيرة النبوية.. ضيوف «برنامج خادم الحرمين» يشكرون القيادة    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    26 مستوطنة إسرائيلية جديدة في عام 2024    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    إعداد خريجي الثانوية للمرحلة الجامعية    التشريعات المناسبة توفر للجميع خيارات أفضل في الحياة    سعود بن بندر يلتقي مجلس «خيرية عنك»    خادم الحرمين يرعى منتدى الرياض الدولي الإنساني    تجويد خدمات "المنافذ الحدودية" في الشرقية    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    لتعزيز الروابط النيابية وتوعية الجمهور.. تدشين الموقع الالكتروني لجمعية النواب العموم العرب    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرياضة عام 2002: خيبات ومنشطات عربية بالجملة !
نشر في الحياة يوم 27 - 12 - 2002

بات عشاق الرياضة ينتظرون مع نهاية كل عام جردة الحساب السنوية ليتعرفوا على الحدود الجديدة لإمكانات البشر... فالجردة هي أفضل ما يمكن أن نلجأ اليه على اعتبار أنها تقيس بكل دقة الى اين وصلت قدرات الرياضيين الطامحين دوماً الى الافضل. وقد يكون عنوان جردة عام 2002 طويلاً، لكنه ربما يكون معبراً أيضاً: "ألهم الله من يتعاطون الاخبار السياسية النفس الطويل لأن السنة كانت كبيسة حقاً، وألهمنا نحن الذين نتعاطى الرياضة الصبر لأن الموسم العربي بالذات كان ضحلاً ومخيباً لكل الآمال".
ولو قلبنا في اوضاع الرياضة العربية، فسنجد الخيبات بالجملة على رغم الجهود التي يبذلها سعاة الخير... واكثر ما يسيء لها أن الشقاق أرخى ظلاله على كل النشاطات المشتركة التي تضمنت لقاءات عربية - عربية سواء دارت على اراضٍ عربية أو على غيرها!
لكن ما اثلج الصدور هو اختيار العداء المغربي هشام الكروج بطل العالم وحامل الرقم العالمي لسباق 1500م جري، افضل رياضي في العالم للمرة الثانية من قبل الاتحاد الدولي للعبة.
عالمياً، كانت كرة القدم طاغية لأن العام 2002 كان عام نهائيات كأس العالم... ومونديال كوريا الجنوبية واليابان كان مونديال العجائب والمفاجآت والقهر وسوء التحكيم والتنظيم وتدني المستوى الفني عموماً، لكن أفضل ما فيه كان غياب ظاهرة الشغب عن ملاعبه وطرقاته التي لم تشهد أي أحداث تعكر صفوه على رغم ما سبقه من مخاوف أمنية بفعل الاوضاع العسكرية التي اجتاحت العالم بعد احداث الحادي عشر من ايلول سبتمبر عام 2001، والتي لا تخفى على أحد.
وفي المونديال، ظهرت منتخبات كثيرة دون مستواها، خصوصاً الارجنتين وايطاليا واسبانيا والبرتغال وغيرها... لكن البرازيل التي كانت في برج نحسها في التصفيات وتأهلت للنهائيات بشق النفس، صالت وجالت "آسيوياً" ونجحت في حصد اللقب بجدارة على رغم انها لم تقنع في بعض مبارياتها.
اما المشاركة العربية في المونديال، فكانت مخزية تماماً... أو بالاحرى "كارثة" بكل ما تحمل الكلمة من معنى!
خسرت السعودية كما لم تخسر من قبل في هذا المحفل العالمي الذي شاركت فيه للمرة الثالثة على التوالي، وهي افتتحت مشوارها السلبي بهزيمة نكراء امام المانيا صفر-8... وتبعتها بأخرى امام الكاميرون صفر-1 قبل أن تنهي خيبتها بخسارة ثالثة امام جمهورية إرلندا صفر-3!
ولم تكن تونس افضل حالاً، بيد أنها حصلت على نقطة بتعادلها مع بلجيكا 1-1 وهي لم تنفعها طبعاً لأنها خسرت المباراتين الاخريين امام روسيا واليابان بنتيجة واحدة هي 2-صفر، فخرجت من الدور الاول.
"اللمعة" الاولى والأحلى في هذا المونديال كانت من نصيب تركيا وكوريا الجنوبية اللتين لعبتا مباراة تحديد المركز الثالث بروح الابطال، إذ قدما عرضاً رائعاً أنتهى بفوز تركيا التي اكدت تطور مستواها الملحوظ في السنوات العشر الاخيرة.
أذا أردنا أن نكون منصفين للرياضة في عام 2002، فلا بد أن نبدأ جردة حسابها بالحديث عن نهائيات كأس العالم التي اقيمت من 31 ايار مايو الى30 حزيران يونيو وفازت البرازيل بلقبها بعد فوزها على المانيا بهدفين للفتى الذهبي رونالدو.
وللمرة الأولى كسرت آسيا احتكار استضافة النهائيات في أوروبا وأميركا الجنوبية... وتوزعت التجربة الآسيوية على كوريا الجنوبية واليابان وهي كانت ناجحة في أمور كثيرة، لكن شابها أيضاً بعض السلبيات كان أبرزها توزيع المباريات على عشرين مدينة في البلدين... فهلك المتابعون لها جرياً وراء اللقاءات المهمة جداً. واشتكت بعض البعثات من كثرة التنقل بين المدن الرئيسة لخوض مبارياتها، واعتبرت أن هذا الأمر أثر سلباً على أداء لاعبيها.
وقبل ان تبدأ احداث المونديال ب48 ساعة فقط، اعيد انتخاب السويسري جوزف بلاتر رئيساً للاتحاد الدولي في مفاجأة استبعدها الكثيرون، لأن الشكوك التي طاولت ذمته المالية وقيام عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية برفع دعوى قضائية عليه أشارت الى أن منافسه الكاميروني عيسى حياتو سيكون الأقرب لتولي هذا المنصب... لكن يبدو أن كل ما أطلقه الأمين العام السابق للفيفا ميشال تسن روفينن من اتهامات لبلاتر لم تقنع غالبية أعضاء الجمعية العمومية فكان التجديد للرئيس القديم الجديد.
وفي آسيا، نجحت منتخبات لم ينتظر منها شيئاً قبل المونديال، وألحقت هزائم كثيرة بكبار المجتمع الكروي. ولعل حصول تركيا على المركز الثالث وكوريا الجنوبية على الرابع وفوز السنغال على فرنسا، خير دليل على ذلك. وعلى صعيد اللاعبين تألقت أسماء كثيرة أبرزها لنجوم البرازيل جميعهم وخصوصاً رونالدو، وللألمان أوليفر كان وميكايل بالاك وميروسلاف كلوزه، وللأتراك حسن شاش والباي أوجلان وروشتو ريكبير، وللسنغاليين بابا بوبا ديوب والحاجي ضيوف، وللكوريين جميعاً خصوصاً آهن جونغ يونغ... وغيرهم كثر.
اما اول ثلاثية تهديفية، فكانت من نصيب الألماني ميروسلاف كلوزه في مرمى المنتخب السعودي حين خسر مباراته الأولى صفر-8.
ولم تغب فضائح التحكيم، بل ربما زادت كثيراً في هذا المونديال عما سبقه خصوصاً لجهة الاخطاء الفادحة التي وقع فيها المساعدون وهي بالطبع جرجرت حكام الوسط الى أخطاء قاتلة أحياناً. وأثرت الكثير من هذه القرارات في سير بعض المباريات خصوصاً تلك التي كانت كوريا الجنوبية طرفاً فيها، فاندفع الايطاليون الى اتهام الاتحاد الدولي بالتواطؤ مع البلد المضيف كي تبقى في أجواء المونديال لأطول فترة ممكنة. وكان من الطبيعي أن تتصاعد رائحة الفضيحة، ما دفع بلاتر الى التأكيد أنه سيراجع النظم المرعية في اختيار الحكام في المناسبات العالمية المقبلة. كما طرح فكرة استخدام حكم خامس يتخصص في مراقبة الاخطاء التي تقع داخل منطقة الجزاء لكنه رفض الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة في هذا المجال.
والأكيد أن الخطأ الذي وقع فيه الحكم المصري جمال الغندور عندما انصاع الى راية مساعده وألغى هدفاً ذهبياً إسبانياً صحيحاً جملة وتفصيلاً في مرمى كوريا الجنوبية، كان الأفظع بين كل الاخطاء التي وقعت.
واجتاح الذبول لسبب أو لآخر عدداً كبيراً من مشاهير اللعبة، والأسماء كثيرة ومن بينها الارجنتيني غابرييل عمر باتيستوتا ومواطنه خوان سيبستيان فيرون، والايطالي باولو مالديني، والفرنسي زين الدين زيدان، والاسباني راوول غونزاليس وغيرهم كثر.
وصعدت نجوم أخرى وفي مقدمهم الحارس التركي روشتو ريكبير الذي لعب دوراً رئيساً في حصول تركيا على أول ميدالية عالمية لها، فهو تألق في شكل لافت جداً في الذود عن مرماه... وحُصر التنافس على لقب أفضل حارس حتى الرمق الأخير بينه وبين الألماني أوليفر كان الذي نال اللقب.
اما النجم الفرنسي الجزائري الأصل زين الدين زيدان الذي كان من بين المرشحين لخطف الأضواء قبل انطلاق المونديال، فحرمته الإصابة من المشاركة في المباراتين الأوليين، وحين شارك في الثالثة كانت أوضاع منتخب بلاده في الحضيض ولم تتح له الفرصة للظهور مجدداً بعد خروج فرنسا من الدور الأول.
وتمكن رونالدو من حسم صدارة الهدافين في مصلحته بعد أن سجل 8 أهداف، وكسر الرقم الصامد منذ مونديال عام 1982 في إسبانيا وهو 6 أهداف للايطالي باولو روسي.
وعموماً، اختلفت طرق اللعب من منتخب الى آخر، لكن أكثرها لعب بطريقة 4-4-2. بيد أن البارز في أداء المنتخبات كلها كان تكثيف أكبر عدد من اللاعبين في خط الوسط، فأطلق النقاد على النهائيات لقب "مونديال خط الوسط" بسبب الحروب التي دارت في هذه المنطقة تحديداً. وركز غالبية المدربين على اللعب بخمسة لاعبين في خط الوسط عند الدفاع ما حول الطريقة الى 4-5-1 في كثير من الاحيان.
وفوز البرازيل بالكأس الخامسة عادل رقم حصول اميركا الجنوبية على اللقب مع أوروبا في السنوات العشرين الماضية، ففي مونديال اسبانيا عام 1982 فازت إيطاليا، وفي عام 1986 في المكسيك فازت الارجنتين، وفي عام 1990 في إيطاليا فازت ألمانيا، وفي عام 1994 في الولايات المتحدة فازت البرازيل، وفي مونديال 1998 في فرنسا فاز أصحاب الأرض، وفي عام 2002 فازت البرازيل... أي أن النتيجة النهائية هي 3-3.
وسجل نهائيات كأس العالم تضمن رقماً قياسياً جديداً لجهة الحصول على اللقب بعد أن فازت البرازيل بالكأس الخامسة، وهي كانت تحمل الرقم السابق أيضاً أذ أن أقرب منافسيها وهما إيطاليا وألمانيا تجمد رصيدهما عند ثلاثة ألقاب لكل منهما.
وكانت المشاركة العربية في هذا المونديال عبر المنتخبين السعودي والتونسي هي الأسوأ على الاطلاق. ولم يعرف احد السعوديين بمثل هذا السوء حين خسروا أمام ألمانيا صفر-8، وأمام جمهورية إرلندا صفر-3 بعد أن قدموا مباراة متوازنة أمام الكاميرون على رغم الخسارة صفر-1. أما المنتخب التونسي فهو لم يكن أفضل حالاً إجمالاً، وإن كانت النقطة التي حصل عليها من مباراته أمام بلجيكا بالتعادل 1-1 قد حسنت من وضعه نسبياً بعد أن خسر أمام روسيا صفر-2 وامام اليابان بالنتيجة ذاتها. والمحصلة المخجلة التي خرج بها العرب من هذا المونديال هي نقطة واحدة من أصل 18 نقطة متاحة، وهدف واحد في مقابل 17 اهتزت لها شباك المنتخبين معاً!
ولام الكثيرون المدرب السعودي ناصر الجوهر على النتائج المخيبة التي حققها منتخب بلاده، لكن الأمانة تفرض علينا أن نشير إلى أن الجوهر لا يمكن أن يتحمل المسؤولية وحده. فاللاعبون لم يؤدوا واجباتهم كما يجب، وبدوا وكأنهم غير قادرين على تنفيذ تعليمات مدربهم... ثم يجب ألا ننسى أن المسؤولية كانت أكبر من إمكانات الجوهر وهو ما أقرته الصحافة السعودية بعد المونديال.
ولم يكن القلق الذي انتاب الأوساط الأمنية في الدولتين المنظمتين وفي العالم كله تخوفاً من القيام بأعمال إرهابية خلال هذا الحدث الرياضي الكبير في محله، لأن الأمور كلها سارت على ما يرام.
ولم تجد الشرطة الكورية الجنوبية أو اليابانية أي صعوبة في السيطرة على الموقف الأمني العام، لأن المباريات كلها سارت في جو ودي لم يحتج الى تدخلها إطلاقاً. وخارج الملاعب كانت الجماهير ملتزمة جداً، ولم يظهر لمثيري الشغب أو الهوليغانز أي أثر. بل إن اللافت أن الجماهير كانت ودودة للغاية، وتبادلت قمصان منتخباتها بعد المباريات على غرار ما يفعل اللاعبون، ووضحت هذه الظاهرة جداً بعد المباراة النهائية حيث امتلأت شوارع يوكوهاما التي استضافت المباراة النهائية ببرازيليين يرتدون القميص الألماني والعكس. وعاشت المدينة من بعد لقاء القمة وحتى الساعات الاولى من صباح اليوم التالي في احتفالات برازيلية عارمة. ورقص البرازيليون والبرازيليات السامبا والرومبا في شوارعها وميادينها من دون حساب، وانضم إليهم آلاف اليابانيين العاشقين للكرة البرازيلية وباتت المدينة صفراء اللون... وحين استيقظ أهلها، شأنهم شأن بقية سكان العالم، وجدوا أن المونديال انتهى على خير.
شهر بشهر
بدأ العام 2002 باختيار الايطالي بيار لويجي كولينا افضل حكم كرة القدم في العالم للمرة الرابعة على التوالي، وهو قاد المباراة النهائية للمونديال بين البرازيل والمانيا... واعلن بلاتر ان مونديال عام 2010 سيقام في افريقيا... ثم انطلقت دورة كأس الخليج لكرة القدم في الرياض، وهي شهدت تباين شديد في المستويات الفنية من منتخب الى آخر ومن مباراة الى اخرى. وفاز المنتخب السعودي باللقب اثر تغلبه على قطر التي حلت في المركز الثاني، بيد أن اهم ما شهدته هذه الدورة هو موافقة اللجنة التنظيمية لكرة القدم في مجلس التعاون الخليجي على مشاركة اليمن في دورات الخليج بدءاً من الدورة المقبلة في الكويت.
وقرر المجلس العالمي للملاكمة اعتبار السابع عشر من كانون الثاني يناير هو "يوم محمد علي"، وذلك تكريماً لهذا الملاكم الاسطورة في مناسبة بلوغه الستين من عمره. وشهد الشهر ذاته انطلاق كأس الامم الافريقية في باماكو، واحتفظت الكاميرون بلقبها بفوزها على السنغال بركلات الترجيح 4-3 في المباراة النهائية الوقتان الاصلي والاضافي صفر-صفر. ولم تخلف المنتخبات العربية عاداتها وخرجت المغرب وتونس والجزائر من الدور الاول، وصمدت مصر حتى الدور الثاني فقط.
وشهد شهر شباط افتتاح الرئيس الاميركي جورج بوش لدورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سولت لايك سيتي، والتي شهدت جدلاً واسعاً حول قررات بعض القضاة والحكام.
وفي شهر آذار مارس، تجلت الكرة العربية على صعيد الاندية واحرز الهلال السعودي لقب بطل كأس الكؤوس الآسيوية... وفاز الملعب التونسي بكأس الكؤوس العربية.
وحطمت العداءة السلوفينية يولندا تشيبلاك الرقم القياسي لسباق 800م داخل القاعة مسجلة 82،55،1 دقيقة.
وفي نيسان ابريل، كشفت اليونان عن تعويذة دورة الالعاب الاولمبية المقررة عام 2004 في اثينا... وهي عبارة عن دميتين تحملان الاسمين فيبوس واثينا. وفي الشهر ذاته، احرز سوون سامسونغ الكوري الجنوبي كأس الاندية الآسيوية الابطال لكرة القدم. وسجل العداء الاميركي من اصل مغربي خالد الخنوشي رقماً قياسياً في ماراثون لندن هو 38،05،2ساعة، واحتفظت العداءة البريطانية باولا رادكليف بلقبها بطلة للعالم في سباق اختراق الضاحية الطويل في دبلن، وتوج العداء الكيني كينيسا بيكيلي بطلاً للعالم في السباق ذاته.
وشهد شهر ايار مايو فوز ريال مدريد الاسباني بكأس دوري ابطال اوروبا لكرة القدم بفوزه على باير ليفركوزن الالماني 2-1 في غلاسكو وتبعه ب"الانتركونتيننتال"، في وقت اعلنت رئيسة اللجنة الاولمبية الاميركية ساندار بلودوين استقالتها بعد اعترافها بأنها زورت سيرة حياتها الذاتية... ثم كانت اعادة انتخاب بلاتر قبل أن يبدأ المونديال. وأحرز فيينورد الهولندي كأس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم اثر فوزه على بوروسيا دورتموند الالماني 3-2 في روتردام.
وفي حزيران يونيو، فاز الملاكم البريطاني لينوكس لويس على الاميركي مايك تايسون بالضربة القاضية في الجولة الثامنة، واحتفظ بلقبي المجلس العالمي والاتحاد الدولي للوزن الثقيل. واحرز لوس انجليس ليكرز بقيادة شاكيل اونيل بطولة دوري كرة السلة الاميركي للمحترفين للمرة الثالثة على التوالي.
وفي تموز يوليو، دخل الاسترالي ليتون هويت تاريخ بطولة ويمبلدون لكرة المضرب بعدما فاز بلقبها. وأوقف الاتحاد الدولي لالعاب القوى البلجيكي من اصل مغربي محمد مغيث بطل العالم مرتين لاختراق الضاحية وحامل الارقام القياسية الاوروبية لسباقات 3 و5 و10 آلاف م لمدة 3 اعوام لثبوت تناوله مواد منشطة... واحرز سوون سامسونغ الكأس السوبر الآسيوية لكرة القدم على حساب الهلال السعودي.
وحصد السائق الالماني ميكايل شوماخر فيراري، لقب بطل العالم في سباق سيارات فورمولا واحد للمرة الخامسة منذ احترافه والثالثة على التوالي اثر فوزه بجائزة فرنسا الكبرى. وسجل الدراج الاميركي "المعجزة" لانس ارمسترونغ لقب بطل دورة باريس الدولية للمرة الثالثة على التوالي علماً انه كافح مرض سرطان الخصية طويلاً قبل أن يشفى منه تماماً.
وحمل شهر آب أغسطس نبأ ساراً لالعاب القوى العربية حين حطم العداء المغربي ابراهيم بولامي الرقم القياسي المسجل باسمه لسباق 3 آلاف متر موانع مسجلاً 17،53،7 دقيقة في زيوريخ، لكن الصدمة كانت كبيرة جداً بعدما اعلن الاتحاد الدولي ان نتيجة الفحص الذي خضع له بولامي غداة تحطيمه الرقم اثبتت انه تناول مادة منشطة واوقفه لمدة عامين.
واحرز ريال مدريد الكأس السوبر الاوروبية لكرة القدم بفوزه على فيينورد الهولندي 3-1 في موناكو، وانتقل اليه البرازيلي رونالدو آتياً من انتر ميلان الايطالي لمدة 3 سنوات في مقابل نحو 45 مليون دولار.
وشهد شهر ايلول سبتمبر انقلاباً في تقاليد كرة السلة العالمية حين الحقت الارجنتين اول هزيمة بالولايات المتحدة في 59 مباراة منذ ظهور فريق الاحلام في اولمبياد برشلونة 1992، وذلك في الدور الثاني من بطولة العالم لكرة السلة في انديانابوليس... ثم اقصتها يوغوسلافيا من الدور ربع النهائي، قبل ان تخسر امام اسبانيا 75-81 وتنهي بطولة العالم لكرة السلة التي نظمتها على ارضها في المركز السادس... في حين فازت يوغوسلافيا باللقب بعد فوزها على الارجنتين.
ولم تكن مشاركة المنتخبين اللبناني والجزائري في هذه البطولة على قدر الطموحات، واثبتا ان كرة السلة العربية بعيدة تماماً عن نظيرتها العالمية!
ومن ابرز ما تحقق خلال هذا الشهر، تحطيم العداء الاميركي تيم مونتغومري الرقم القياسي لسباق 100م في نهائي الجائزة الكبرى في باريس مسجلاً 78،9 ثانية بفارق جزء في المئة عن الرقم السابق المسجل باسم مواطنه موريس غرين... وأنهت العداءة الاميركية ماريون جونز موسمها من دون هزيمة في سباق 100م محققة فوزها السادس عشر خلال كأس العالم في مدريد. واحرزت افريقيا كأس العالم لالعاب القوى للمرة الرابعة على التوالي لدى الرجال، وروسيا لدى السيدات. واحتفظت سيدات الولايات المتحدة بلقبهن بطلات للعالم في كرة السلة بفوزهن على روسيا 79-74، وتوجت سيدات ايطاليا بطلات للعالم في الكرة الطائرة للمرة الاولى بفوزهن على الولايات المتحدة 3-1 في برلين.
وانطلقت دورة الالعاب الآسيوية في التاسع والعشرين من الشهر ذاته، واستمرت الى 14 تشرين الاول اكتوبر وحلت الصين اولى برصيد 308 ميداليات امام كوريا الجنوبية 260 واليابان 189. وخيبت الالعاب العربية الجماعية الآمال فيها، لكن الالعاب الفردية وخصوصاً العاب القوى السعودية عوضت بعض الشيء وحصدت ميداليات كثيرة. وتوجت البرازيل بطلة للعالم في الكرة الطائرة للرجال بفوزها على روسيا 3-2 في بوينس ايرس.
وفي تشرين الثاني نوفمبر، فازت سلوفاكيا بكأس الاتحاد في كرة المضرب للسيدات بتغلبها على اسبانيا 3-1 في مدينة سان بارتولومي تيراخانا الاسبانية. وانهت الاميركية سيرينا وليامس الموسم في المركز الاول للتصنيف العالمي الذي تصدره رابطة لاعبات كرة المضرب المحترفات، واحرز الاسترالي ليتون هويت بطولة الماسترز واحتفظ بمركزه الاول في التصنيف العالمي للاعبي كرة المضرب المحترفين للعام الثاني على التوالي.
واحتفظ فريق شبيبة القبائل الجزائري بكأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم بعد فوزه به للمرة الثالثة على التوالي.
وشهد الشهر الاخير من العام، اختيار رونالدو أفضل لاعب كرة قدم في العالم، وحل الحارس الالماني اوليفر كان ثانياً، والفرنسي زين الدين زيدان ثالثاً.
وحملت الايام الاخيرة من العام انجازين عربيين مهمين: فوز الوداد البيضاوي المغربي بكأس الكؤوس الافريقية لكرة القدم، والزمالك المصري بلقب بطل دوري ابطال افريقيا للمرة الخامسة في تاريخه رقم قياسي... وهما سيلتقيان معاً في الكأس السوبر الافريقية في شباط فبراير المقبل.
ابطال أموات
وغيب الموت في عام 2002 مجموعة من الرياضيين البارزين من بينهم اشهر لاعب مصري على الاطلاق وهو صالح سليم الذي اطلق عليه لقب "المايسترو" عن 72 عاماً، وهو لعب للنادي الاهلي وترأسه ايضاً.
وغاب لاعبو كرة القدم البرازيليون ادفالدو ايسيديو نيتو الملقب فافا 67 عاماً، وتوماز سواريش دا سيلفا الشهير بزيزينيو 79، وماورو راموس 72 عاماً... والمجريان ناندور هيدكوتي 79 ولازلو كوبالا 74، واليوغوسلافي برانكو ستانكوفيتش 81، والالماني فريتس فالتر81، والاوروغوياني خوان البرتو سكيافينو 77، والبرتغالي باولو بينتو 28 بسبب ازمة قلبية عندما كان يخوض مباراة مع فريقه الفيرو ضد بنفيكا.
ومن ابطال العاب القوى غاب العداء الكيني مامو 71 عاماً، والاميركي بوب هايز 59، والكوري الجنوبي سوهن كي تشونغ 90، ورامي القرص الاميركي بن بلاكنت 48.
ومات الامير الكسندر دي ميرود، العضو البلجيكي في اللجنة الاولمبية الدولية منذ 1964، اثر اصابته بمرض عضال... وهو الذي انشأ اللجنة الطبية التابعة للجنة الاولمبية عام 67 وكان رئيسها حتى وفاته عن 68 عاماً.
وتوفت في اليوم ذاته، السباحة الاميركية كيم كالاغر الفائزة بذهبية سباق 800م في اولمبيادي لوس انجليس 84 وسيول 88 عن 38 عاماً بسبب اصابتها بنوبة قلبية.
امنيات العام الجديد
واخيراً، ماذا نتمنى للرياضة العربية تحديداً في عامها المقبل:
الواقع ان طموحاتنا الرياضية كعرب تنطلق اساساً من طموحاتنا السياسية، فكل شيء في عالمنا العربي يبدأ بالسياسة وينتهي بها. وعلى ذلك نأمل من كل قلوبنا أن تعود اللُحمة الى الرياضيين العرب في ملاعب الخير والعافية بروح واخلاق رياضية، وان يضعوا في اعتبارهم ضرورة نبذ الحساسيات العربية - العربية من المنافسات الرياضية، وان يغضوا النظر عن الجوائز والالقاب وهوية الفائز عندما يلتقوا معاً... فيكون العام المقبل على طرف نقيض مع العام المنصرم الذي بلغ فيه الانشقاق الرياضي ذروته، وما حدث من ضرب ورفس وركل في عدد كبير من المنافسات العربية - العربية دليل دامغ على أن هناك قصوراً واضحاً في ايصال المضمون الحقيقي من وراء هذه المنافسات.
امنية لخصناها بكلمات قليلة... لكن تحقيقها يحتاج الى جهود مضنية، والى اتحاد عربي للألعاب الرياضية يعرف بحق الدور المطلوب منه لتعزيز مفهوم التآخي والمحبة بين رياضيي الوطن العربي الكبير من المحيط الى الخليج قبل ان يفكر في سياسة الثواب والعقاب!
الامل بتحقيق امنيتنا يبقى ضئيلاً للغاية في ظل هذا الزمان الرديء الذي نعيشه، لكن تبقى التمنيات الطيبة عالقة دوماً في القلوب... ويبقى ان نقول لكم "كل عام وانتم بخير".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.