أجمع قادة روحيون وسياسيون للمسلمين السنة والشيعة في لبنان، على اعتبار مرتكبي مجازر كربلاء والكاظمية في العراق وكويتا في باكستان، خلال احياء ذكرى عاشوراء، "مجرمين خارجين عن الاسلام والقوانين والأعراف الانسانية والدينية". جاء هذا الموقف في بيان مشترك صدر عن اجتماع موسع عقد في دار الفتوى في بيروت أمس بدعوة من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، وشارك فيه رئيس الحكومة رفيق الحريري والوزير ايوب حميد ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وأعضاء الهيئتين التنفيذية والشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ووزراء ونواب منهم نواب "حزب الله" يتقدمهم رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد. وأعلن المجتمعون في بيان تلاه محمد السماك، تبرؤهم من مرتكبي المجازر وادانتهم "أي دعوة أو فكر تكفيري لأي مذهب إسلامي"، مؤكدين ان "المسلم أخ للمسلم لا يظلمه ولا يخذله. فالمسلمون أمة واحدة، وهم اخوة في الإيمان". ورأوا أن "المجرمين الذين ارتكبوا المجازر البشعة في العراق وفي باكستان لا يخدمون بجرائمهم سوى العدو الصهيوني ومخططاته المستمرة لإثارة القلاقل والاضطرابات والفتن بين المسلمين، فهم بما فعلت أيديهم قتلة ومأجورون انتهكوا حرمة الإنسان وكل المقدسات والشعائر الدينية". ودعا المجتمعون علماء الدين في العراقوباكستان الى "ترسيخ الوحدة الإسلامية من خلال اعتماد خطاب ديني جامع للمسلمين وتحويل المناسبات الدينية والمنابر وأماكن العبادة الى أماكن ومناسبات للوحدة وتعزيز التعاون والتضامن بين شعوب الأمة الإسلامية". وحمّلوا قوات الاحتلال "مسؤولية التسويف والمماطلة في ضبط حدود العراق ومنع المتسللين، فهي المسؤولة عن الأمن وتترتب عليها حماية المدنيين". وشددوا على "اعتبار العاشر من محرَّم يوماً لنبذ الإرهاب، وحقوق الإنسان فهو يوم للسلم العالمي والسلام الدولي وإحقاق الحرية والعدالة لأن دعوة الأنبياء جميعاً لم تكن الى الحرب إنما الى السلام". وأكد بيان المجتمعين "دعم جهود الشعب العراقي الرامية إلى إجراء انتخابات في العراق تمهد لتشكيل حكومة عراقية موسعة يشترك فيها كل فصائل الشعب العراقي وقواه وفئاته، ونبذ كل الحساسيات والخلافات التي تحول دون توحيد الكلمة واستعادة وحدة العراق وسيادته". وطالبوا ب"مساعدة الشعب العراقي على إعادة بناء ما هدمته آلة الحرب الاميركية، وتشجيع الاستثمارات العربية والإسلامية في العراق"، وب"العمل الحثيث على المستويات الدولية كلها لإنهاء الاحتلال الأجنبي للعراق"، والأمم المتحدة ب"تحديد جدول زمني لإنهائه". وشددوا على "وحدة الشعب العراقي أرضاً وشعباً، ورفض اي محاولة لتقسيمه، وتأكيد هوية العراق العربية والاسلامية". وكان المفتي قباني استهل الاجتماع بصفته "يوم وحدة المسلمين في لبنان"، مؤكداً ان "الاسلام دين الوحدة لا الفرقة والاختلاف، واذا وقعت الفرقة والاختلاف فتلك خطيئة المسلمين وليست خطيئة الاسلام والدين". وقال: "علينا جميعاً قادة وشعوباً ان نتنبه ونجنب امتنا الوقوع في فخ الفتنة الذي نصبه وينصبه لنا اعداؤنا للايقاع بيننا تحت عناوين مختلفة، مستهدفين بذلك ضرب وحدة الأمة والايقاع بين ابنائها وضرب الاسلام والمسلمين ببعضهم بعضاً"، معتبراً ان "الذي حدث في العراق وكربلاء والكاظمية يوم عاشوراء ليس الا مثلاً واحداً ودنيئاً من امثلة محاولات اثارة الفتنة بين المسلمين والايقاع بينهم، بهدف إشغالهم بأنفسهم، وتفجير صراعات بينهم لا تنتهي الا بإخضاعهم وإحكام السيطرة عليهم من جانب عدوهم". ورأى ان "اصابع الجريمة الاجنبية فيها واضحة وضوح الشمس"، داعياً قيادات العراق وشعبه الى "التيقظ وتجنب الوقوع في بحور الفتن المظلمة التي يريد الاجنبي المحتل اغراقهم فيها ليحقق مطامعه ويرسخ احتلاله". كذلك تحدث قبلان فسأل عن "هذا التنازع والتنافر والأحقاد والعصبيات؟". وقال: "ما أعظم هذا الوزر الذي نرتكبه بحق أنفسنا ويصرفنا عن ديننا، ويأخذنا زرافات إلى أحضان الأعداء، يجندوننا لخدمة أهدافهم وغاياتهم ويستغلوننا بدس الفتن والأحقاد". وأضاف: "إن هذا لا يعفينا من المسؤولية بقذف التهم على الآخرين، والاكتفاء بالقول إن أميركا هي المسؤولة، وإسرائيل هي المسؤولة، لا شك في أنهما هما المستفيدتان، مما يجري على ساحتنا العربية والإسلامية".