اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس ثلاثة فتيان فلسطينيين ارادوا تنفيذ عمليات استشهادية احتجاجاً على بناء "الجدار الفاصل" الذي يقتطع اراضي فلسطينية واسعة في الضفة الغربية، فيما قتل جنود اسرائيليون فلسطينيين، احدهما فتى في ال15 من عمره، اثناء توغلهم في مخيم للاجئين في نابلس. وأعرب أهالي الفتيان المعتقلين عن غضبهم من تجنيد فصائل فلسطينية ابناءهم الذين تتراوح اعمارهم بين 13 و14 عاماً. وقال محمد ابو محاسن ان نجله طارق 13 عاماً وصديقيه جعفر حسين 13 عاماً وابراهيم صوافته 14 عاماً تركوا رسالة يكشفون فيها نيتهم تنفيذ هجمات استشهادية. واضاف ان نجله ادعى مع صديقه جعفر في الرسالة الانتماء الى حركة "الجهاد الاسلامي"، فيما قال صوافته انه عضو في "كتائب شهداء الاقصى" الجناح العسكري لحركة "فتح". تأهب اسرائيلي في غضون ذلك، كشفت مصادر في الشرطة امس ان اجهزة الأمن الاسرائيلية وضعت في حال تأهب تحسباً لهجمات غداة قتل ثلاثة فلسطينيين من بينهم مسؤول عسكري في "الجهاد" قرب مدينة غزة اول من امس. وكانت القوات الاسرائيلية قتلت محمود جودة 30 عاماً، احد قياديي "سرايا القدس" الجناح العسكري للحركة، في غارة جوية شمال غزة. كما قُتل معه في السيارة عنصر آخر في "الجهاد" هو امين حمدان الدحدوح 42 عاماً وابن عم الاخير ايمن 32 عاماً. وأكدت المصادر ان تعزيزات من قوات الشرطة انتشرت على طول "الخط الاخضر" الفاصل بين الضفة واسرائيل بهدف منع وقوع هجمات. وأغلقت قوات الاحتلال معبر "اريز" بين قطاع غزة واسرائيل، ما منع آلاف الفلسطينيين من التوجه الى العمل في اسرائيل او في المنطقة الصناعية المجاورة. وشارك آلاف الفلسطينيين في تشييع الناشطين الفلسطينيين الثلاثة في غزة وسط هتافات منددة بالاحتلال والممارسات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني. وحذرت "الجهاد" من ان العمليات الاسرائيلية ضد الحركة وناشطيها "ستزيدها اصراراً" على مواصلة "الجهاد". وقال أحد قياديي الحركة محمد الهندي ان "هذه العمليات وهذه الدماء الطاهرة والحرب المجنونة على الشعب الفلسطيني التي يشنها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لن تزيد الحركة الا صلابة واصراراً وثباتاً وقوة". ورأى ان مقتل الفلسطينيين الثلاثة "جريمة جديدة يرتكبها شارون وهو يروج لخطة الانسحاب من غزة... لكن هذه الاوهام لا تنطلي على شعبنا الفلسطيني ونحن نبصر هذه الدماء التي تسيل بفعل طائرات شارون ودباباته". شهيدان في اشتباكات في نابلس من جهة ثانية، أفادت مصادر فلسطينية ان جنوداً إسرائيليين قتلوا شاباً وصبياً فلسطينياً خلال تبادل لاطلاق النار في نابلس في الضفة. واطلق محمد العويص 21 عاماً الذي ينتمي إلى "كتائب الاقصى" الجناح العسكري لحركة "فتح"، النار على القوات الاسرائيلية لدى دخولها الى مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، ما ادى الى اشتباك اسفر عن مقتله. وقالت المصادر ان الفتى رياض ابو شلال 15 عاماً قُتل في مواجهات وقعت اثناء تشييع العويص في المدينة، واسفرت عن جرح ثلاثة آخرين.