اطلع وزراء خارجية دول الخليج الست على الاقتراحات المتعلقة بتطوير العمل العربي المشترك مبدين ملاحظات على ورقة العمل السعودية - المصرية - السورية في هذا الخصوص، ودعوا الى دور حيوي للأمم المتحدة في العراق مشددين على تفادي تجزئة هذا البلد، ودانوا الاستفزازات الاسرائيلية لاحباط عملية السلام. وقال بيان صدر في ختام يومين من الاجتماعات في الرياض ان الوزراء "اطلعوا على الملف المقدم حول اصلاح الوضع العربي وتطوير الجامعة العربية والاقتراحات المصرية والسورية بشأنها، واستمعوا الى شرح مفصل من الامير سعود الفيصل بشأن الاقتراح الثلاثي الذي سيناقش". ولم يشر البيان الى موقف الدول الخليجية منه لكن وزير الاعلام الكويتي اعلن انه "أبدى بعض الملاحظات" حول الورقة الثلاثية السعودية - المصرية - السورية "وسيقوم الامير سعود الفيصل بنقلها الى متبني هذه الورقة كي تتم مناقشتها باسهاب اكثر في جامعة الدول العربية"، ونفى وجود تباين في الآراء لكن هناك "ملاحظات شكلية". وكان موضوع تطوير العمل العربي المشترك هو الموضوع الذي حاز على معظم جلسات العمل الثلاث التي عقدها الوزراء. وأشار البيان الختامي الخليجي الى المواضيع السياسية التي بحثها الوزراء، وبينها الوضع في العراق، وجدد تعاطفه وتضامنه التام مع الشعب العراقي الشقيق في محنته، واكد اهمية تجنب ما قد يؤدي الى تجزئة العراق، مؤكداً على اهمية وحدة اراضيه، وضرورة الحفاظ على سيادته واستقلاله، والدعوة الى عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية، كما عبر عن ترحيبه بزيارة لجنة الاممالمتحدة الى العراق، مؤكداً على ضرورة ان يكون للأمم المتحدة دور حيوي في العراق تمهيداً لتمكين الشعب العراقي من تقرير مستقبله السياسي في اسرع وقت. وأشار البيان الى ان وزراء الخارجية بحثوا "بقلق متزايد استمرار التدهور للأوضاع في الاراضي الفلسطينية والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الاوسط من جراء اصرار الحكومة الاسرائيلية على انتهاج سياسات وخطط استفزازية وتدميرية وخطط احادية الجانب مثل محاولات احباط خريطة الطريق، وبناء الجدار الفاصل، وخطة فك الارتباط وغيرها من الاجراءات التي تعد انتهاكاً صارخاً لقوانين الشرعية الدولية". ودان المجلس هذه الممارسات مؤكداً أن انسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية والعربية التي احتلتها عام 1967 بما فيها الجولان السوري وبقية الأراضي اللبنانية وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الاوسط. وعبر المجلس عن أمله في احياء مسيرة السلام من خلال المبادرة العربية وخريطة الطريق، مطالباً راعيي السلام واللجنة الرباعية الدولية وكل الدول المحبة للسلام بذل اقصى الجهود لتحقيق ذلك. وجدد المجلس مطالبته اسرائيل والمجتمع الدولي بالعمل على جعل منطقة الشرق الاوسط بما فيها منطقة الخليج، خالية من كل اسلحة الدمار الشامل، بما فيها الاسلحة النووية، وشدد على ضرورة انضمام اسرائيل الى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية، واخضاع كل منشآتها النووية لنظام التفتيش الدولي التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وذكر البيان الخليجي ان الوزراء بحثوا قضية احتلال ايران للجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى مؤكدين مواقفهم السابقة الداعمة لموقف دولة الامارات ومعربين عن أسفهم لعدم اسفار الاتصالات مع ايران "عن نتائج تسهم في حل النزاع". من جهة ثانية، ساندت دول مجلس التعاون قطر في نزاعها مع روسيا بعد اعتقال اثنين من العملاء الروس في الدوحة بتهمة اغتيال الزعيم الشيشاني سليم خان ياندربييف في العاصمة القطرية يوم 13 شباط فبراير الماضي، لكن وزير الاعلام الكويتي محمد ابوالحسن الذي ترأس جلسات الاجتماع الخليجي طالب بعدم اعطاء الازمة بين قطروروسيا "أكثر من الحجم المطلوب"، وقال للصحافيين "لا نتوقع او نتمنى ان تتحول هذه الازمة الى مسألة تستخدم فيها القوة". واستنكر البيان، الذي لم يسم روسيا، حادث تفجير سيارة ياندربييف واعتبره "عملاً اجرامياً"، مؤكداً "وقوف دول المجلس وتضامنها مع دولة قطر وتأييدها كل الاجراءات التي اتخذتها وستتخذها للكشف عن ملابسات هذا العمل الاجرامي والحفاظ على الامن والاستقرار فيها".