التقيت للمرة الأولى بالمجاهد مصطفى الديراني في طهران في منزل أحد الأصدقاء المقربين الذي أولم على شرفه. وكان بدوره يزور ايران للمشاركة في احتفالات انتصار الثورة الإسلامية. وعلى مائدة الطعام سأل المضيف الحاج مصطفى الديراني عن سبب الجفاء وتوتر العلاقات بينه وبين الرئيس بري، وعن سبب انشقاقه سياسياً عنه. أجاب، بالحرف الواحد: أن ذلك مرده لأسباب قاهرة ورغماً عنه، فالأمور التنظيمية والانضباطية ساءت كثيراً، وقد وصلت الى الحد الذي لا يطاق. وأضاف قائلاً: وكنت كلما أواجه الأخ الرئيس بري معترضاً، ومذكراً بما هو حاصل، يستنكر ويدين بشدة. ثم أقسم أنه لا يكن سوى الحب والاحترام للأخ بري. أيها الأخ المجاهد! اعلم ان الكل في لبنان يحبك، ويحترمك ويجلك، لأنك رمز من رموز الصمود والإباء والمقاومة والكرامة اللبنانية. وفقط الصهاينة اللئام هم من يحقدون عليك، ويكرهون فروسيتك وشجاعتك. وأنا أجزم بأن الأسير المفقود أثره الطيار الاسرائيلي، رون آراد، خلاف كل الصهاينة الحاقدين، هو أيضاً ممن يكنون لك الحب والاحترام والتقدير لتعاملك معه، حينما كان بقبضتك أسيراً، بإنسانية ورفق وبأخلاق كريمة حميدة. وهذا ما سيعلنه آراد للعالم كافة، وذلك بملء ارادته وبحرية مطلقة، فيما لو كان على قيد الحياة، وأطلق سراحه لاحقاً، وذلك كنظيره العقيد الحنان تننباوم الذي أشاد بالمعاملة الإنسانية الحسنة له من "حزب الله" خلال مدة أسره واعتقاله. معاملتك الأخلاقية الرحيمة والإنسانية لرون آراد أيها الديراني الفارس الشهم هي بحد ذاتها ادانة للصهاينة الذين تعاملوا معك، وأنت في أسرهم، بجبن وخبث وبوحشية غير أخلاقية تدينها الإنسانية جمعاء. صور - د. قاسم اسطنبولي