كشفت دراسة علمية حديثة في جامعة الملك سعود في الرياض عن تفوق القنوات الفضائية العربية على الوسائل الإعلامية الأخرى، من صحافة وإذاعة ومواقع إنترنت باختلاف نطاقها محلياً وعربياً ودولياً، في تقديمها معلومات كافية ودقيقة عن أزمة تفجيرات 11 أيلول سبتمبر 2001 وتداعياتها المستمرة حتى اليوم، بحسب وجهة نظر أساتذة الجامعات السعودية، وبالتالي اعتمادهم عليها في متابعة أحداث هذه الأزمة. وأوضح الصحافي سعود بن فالح الغربي مسؤول العلاقات العامة في كلية الآداب في جامعة الملك سعود، بعد حصوله على درجة الماجستير في الإعلام بتقدير ممتاز، على رسالته التي كانت بعنوان مدى اعتماد أساتذة الجامعات السعودية على وسائل الإعلام أثناء الأزمات، أن قلة الدراسات الإعلامية السعودية في ما يتعلق بإعلام الأزمات، دفعته لتوجيه الدراسة إلى هذا المجال، خصوصاً أن الجمهور في السعودية لم يتعرض لمثل هذا النوع من الدراسات في السابق. وأكد الباحث أن الأزمات أصبحت سمة من سمات الحياة المعاصرة، وأن المجتمعات والدول تواجه أزمات كبرى سواء كانت داخلية أم خارجية، وقد ازدادت أهمية هذه الأزمات وخطورتها في العصر الحالي، وأصبح مصطلح الأزمةCrisis من المصطلحات الشائعة في لغة الأفراد اليومية. وأشار الباحث إلى أن منذ حدوث أزمة الحادي عشر من أيلول والعالم يعيش في أزمة دائمة ومستمرة، ويعيش أحداثاً متلاحقة تمثل سلسلة من الأزمات، الرابط بينها مفهوم "الإرهاب" الذي لم يحدد له تعريف واضح، ما جعل دول العالم في أزمة مع هذا المفهوم العائم، والذي أصبح من الممكن أن يهدد الجميع ويعطي الآخرين الحق في التدخل في شؤونهم الداخلية. وأظهرت الدراسة التي أجريت في ثلاث جامعات سعودية هي جامعة الملك سعود في الرياض، وجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وجامعة الملك فيصل في فرعي الاحساء والدمام، أن القنوات التلفزيونية الدولية حصلت على أفضل تقويم من أساتذة الجامعات السعودية، عن سرعة تغطيتها للأزمة وتداعياتها. وتوصلت الدراسة إلى نتائج كثيرة تتركز على معرفة موقف أساتذة الجامعات السعودية من أداء وسائل الإعلام باختلاف أنواعها ونطاقها أثناء تغطيتها الأزمات وخصوصاً أزمة الحادي عشر من أيلول التي كانت نموذجاً تطبيقياً لإجراء الجانب الميداني للدراسة. ومنح الأساتذة أفضل تقويم لأداء وسائل الإعلام المحلية "السعودية" خلال تغطيتها للأزمة وتداعياتها، إلى الصحف اليومية المحلية من خلال إعطاء معلومات كافية ودقيقة وسريعة عن الأزمة. كل الوسائل وشملت الدراسة جميع الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية، في مختلف النطاقات: محلي، عربي ودولي، وطبقت على 296 مفردة، واقتصرت على أعضاء هيئة التدريس من حملة درجه الدكتوراه أستاذ، أستاذ مشارك، أستاذ مساعد، سواء كانوا سعوديين أو غير سعوديين، ذكوراً أم إناثاً. وكان أفضل تقويم لوسائل الإعلام الإلكترونية من جانب أساتذة الجامعات السعودية، لمواقع الإنترنت الدولية بتقديم معلومات سريعة عن الأزمة، إذ تفوقت على الوسائل المقروءة والمسموعة. ولم تكن هناك فروق واضحة بين تقويم الأساتذة بحسب الجامعة لأداء وسائل الإعلام باختلاف نوعها ونطاقها أثناء الأزمة وتداعياتها. وأعطى أساتذة الكليات الطبية تقويماً أفضل لأداء وسائل الإعلام باختلاف نوعها أو نطاقها أثناء الأزمة، وأعطى الأساتذة بشكل عام أيضاً تقويماً أفضل من الأساتذة المشاركين أو المساعدين، وذلك لتغطية وسائل الإعلام باختلاف نوعها أو نطاقها للأزمة وتداعياتها وفي كل المتغيرات. ومنح الذكور تقويماً أفضل لوسائل الإعلام المحلية والدولية أثناء تغطيتها الأزمة في كل متغيرات الدراسة، فيما منحت الإناث تقويماً أفضل لوسائل الإعلام العربية خلال تغطيتها الأزمة في كل متغيرات الدراسة. وقوم السعوديون أداء وسائل الإعلام المحلية والعربية أثناء تغطيتها الأزمة أفضل من تقويم غير السعوديين. فيما قوم غير السعوديين أداء وسائل الإعلام الدولية أثناء تغطيتها الأزمة، بأفضل من تقويم السعوديين. وعلى المستوى المحلي كانت أكثر خمس صحف سعودية يومية تفضيلاً، هي: "الرياض"، "الوطن"، "الجزيرة"، "الاقتصادية"، و"عكاظ"، بسبب سعة انتشارها وتناولها للمادة الخبرية بشكل مهني، إضافة الى وجود كتاب جيدين. وأوضحت نتائج التفضيل في الدراسة أن هناك نسبة مقبولة من المجلات المختلفة، إضافة إلى المجلات ذات التوجه الثقافي، وهذا يتوافق مع طبيعة افراد عينة الدراسة الذين يتمتعون بدرجات علمية رفيعة وكذلك يميلون إلى التخصصية بطبيعة خلفيتهم العلمية والعملية. وكان الطرح الجيد والبعد الثقافي سبباً لتفضيل عينة الدراسة المجلة العربية. وحصلت قناة الجزيرة التلفزيونية على نسبة تفضيل لدى الأساتذة تتجاوز النصف 55 في المئة بسبب نقلها المباشر للأحداث، وتميزها إعلامياً، والبرامج الحوارية التي تقدمها للجمهور العربي بحسب رأي عينة الدراسة. وفضلت عينة الدراسة مركز تلفزيون الشرق الأوسط mbc بسبب الحيادية وموضوعية القناة، وجاءت في المرتبة الثانية من ناحية التفضيل. وكان تفضيل تلفزيوني "اقرأ" و"الشارقة" لأسباب دينية وتوجهات القناتين الإسلامية، وتلفزيون أبو ظبي لنقل الأحداث بسرعة، والتنوع في قناة دبي، والأخبار الموجزة والبرامج الجيدة والمتنوعة في تلفزيوني المستقبل، وLBC، ولم يذكر المستجوبون أسباب تفضيل محددة للفضائية المصرية. وتفوقت إذاعة mbc FM في نسبة تفضيل الأساتذة لها بنسبة 50 في المئة من دون الإذاعات العربية المفضلة على رغم حداثة المحطة مقارنة بالإذاعات العربية الرسمية "صوت العرب" و قطر والكويت والشارقة كما كان لمواقع الصحف العربية نسبة معقولة من التفضيل، فيما حصل موقعayoon.fares.net على أعلى معدل لاحتوائه على مواقع تثقيفية وتقديمه مواد إخبارية جيدة. وموقع تلفزيون الجزيرة بسبب عرض الأخبار السريعة والمتميزة. وفضل أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية قناةCNN الإخبارية من بين المحطات العالمية لكونها قناة عالمية، وحصلتNew York Times على أكبر قيمة تفضيل عند الأساتذة لتقديمها الأخبار العالمية. وكانت سعة الانتشار السبب الرئيسي لتفضيل الأساتذة موقع yahoo.com، إلى جانب نقل الأحداث بسرعة عالية، وشمولية الموقع وجودته. وتم تفضيل موقعcnn.com بهدف التعرف إلى وجهة النظر الأميركية من جانب الأساتذة، فيما كان سبب تفضيل BBConline.com وجود مواضيع إخبارية بلغات حية عدة، والبقية لوجود خاصية البحث، والدخول على المواقع المتخصصة.