انها اغنية البجع. بهذه العبارة علق أحد خبراء الانترنت على تقرير نشرته مجموعة "كوم سكور" اخيراً، أشار الى أن محرك البحث الأشهر "غوغل" Google ينفرد بثلث عمليات البحث التي يجريها جمهور الانترنت في العالم اجمع. والحال ان الرقم متواضع. واذا أضيفت اليه عمليات البحث التي تُجرى من مواقع تستخدم تقنية "غوغل"، يصل الرقم الى 75 في المئة. رقم مذهل: ثلثا جمهور الانترنت يستعمل محرك واحد هو "غوغل"! لقد ضمن هذا الامر أرباحاً وصلت الى بليون دولار في العام الماضي. وتنتظر أسواق المال بلهفة قرب اطلاق اسهم هذا المارد في البورصة. وتقدر قيمتها بنحو بليوني دولار. ليس هذا كل شيء. اذ يتفرع عن عمليات البحث على الشبكة ارباح مذهلة من نوع آخر. مثلاً، تتجه الانظار حالياً الى سوق الاعلانات للجمهور اثناء عمليات البحث عن المعلومات والتفتيش عن المواقع. وتبلغ قيمة هذه السوق ايضاً نحو بليوني دولار سنوياً، وتنمو بمعدل سريع يصل الى 35 في المئة في السنة. وتتحرق شركات الانترنت للحصول على حصة مناسبة، فيما يقتطع "غوغل" حصة كبرى من هذه السوق، من دون عناء. وللمفارقة، فإنه يقدم البحث مجاناً الى كل من يستعمله على الشبكة الدولية للكومبيوتر. هل يتسيَّد "غوغل" نهائياً عمليات البحث، ام انها فعلاً اغنية البجع؟ وبمعنى آخر، هل هي الذروة التي يأتي بعدها... الانحدار؟ تأمل مجموعة كبيرة من شركات المعلوماتية ان يكون التألق المذهل لمحرك "غوغل" هو تلك الذروة. ولا تكتفي تلك الشركات بالانتظار، بل تخوض حرباً ضروساً ضده. وقبل فترة وجيزة، اطلق "غوغل" قسماً خاصاً للبحث عن السلع عبر الانترنت، يحمل اسم "فروغل" Froogle وعنوانه froogle.google.com. ويواجه "فروغل" مجموعة من المنافسين، في مقدمهم قسم "نيوز بوت" في موقع "ام اس ان" التابع لشركة مايكروسوفت، و"ياهوو! بروداكت" في موقع "ياهوو!". والحال ان الراهن الاقوى بالنسبة الى مايكروسوفت يتمثل في نظام تشغيل الكومبيوتر الجديد "لونغ هورن" الذي يتوقع وصوله هذه السنة الى الاسواق، ليحل محل "ويندوز"، ويحتوي محركاً متطوراً للبحث في الانترنت. ويمثل موقع بيع الكتب الشهير "امازون" Amazon المنافس الاشرس ل"فروغل". ويسعى جيف بيزوس، مدير "امازون" بصمت، الى ابتكار محرك بحث ينافس "غوغل" نفسه. ويروج في أوساط صناعة الكومبيوتر العالمية اسم "اي 9.كوم" A9.com باعتباره المحرك المقبل الذي يراهن عليه بيزوس. والحال ان شركة صغيرة وناشطة اسمها Groxis هي التي تتولى تصنيع "اي 9.كوم". وفي الوقت نفسه، يلقي "ياهوو!" بثقله في الحرب ضد "غوغل". واخيراً، اشترى شركة "انك تومي" Inktomi التي "ابتلعت" محركي البحث القديمين المعروفين "التافيستا" Altavista و "اول ذي ويب" Alltheweb. كما السمك الكبير في البحر يبتلع الصغير، يحدث الامر نفسه في صناعة محركات البحث على الانترنت. هل يؤدي هذا القضم والهضم الى تضخيم عضلات "ياهوو!" وزيادة قوته؟ هل يصمد "غوغل" امام "تآزر" ضمني بين منافسيه الكثر، مثل ""اي 9.كوم" و"ياهوو!" و"لونغ هورن"؟