بدأ الناخبون الديموقراطيون مساء أمس الادلاء بأصواتهم في سبع ولايات اميركية لإختيار مرشحهم لمنافسة الرئيس جورج بوش على البيت الابيض، فيما أكد آخر استطلاع للرأي تقدم المرشح جون كيري على منافسيه الستة في خمس من الولايات السبع. كما تفوق كيري على بوش للمرة الاولى بفارق سبع نقاط في استطلاع افتراضي على المستوى الوطني. وبدا كيري امس جاهزاً لإكتساح الولايات الخمس، وهي ميزوري واريزونا ونيومكسيكو وديلاوير ونورث داكوتا، فيما كان كل من جون ادواردز وويسلي كلارك متقدمين عليه بفارق بسيط في ساوث كارولاينا وأوكلاهوما. ولم يستبعد مراقبون ان يتمكن كيري من اجتياح الولايات السبع في حال واصل الزخم الكبير الذي حمله بعد فوزه في اول اقتراعين في كل من آيوا ونيوهامشاير. وقال كيري عقب نشر الاستطلاعات التي اظهرت تقدمه على بوش ان "مصير بوش الابن هو مصير بوش الاب نفسه - دورة رئاسية واحدة فقط". وقال خبراء ان تراجع نسبة التأييد للرئيس في مواجهة المرشح الديموقراطي المحتمل له علاقة ب"القصف الذي تعرض له الرئيس خلال الاسابيع الاخيرة من جانب المرشحين الديموقراطيين، وتقرير رئيس مفتشي الاسلحة السابق ديفيد كاي عن عدم وجود اسلحة دمار شامل في العراق". وتجاهل كيري الانتقادات التي بدأ يشنها عليه أخيراً منافسوه لترشيح الحزب، مركزاً حملته على بوش وسياساته الخارجية والمحلية. وأظهر استطلاع جرى في ولاية ميشيغان ان كيري يتقدم على هاورد دين 53-13، ما قد يعني القضاء على فرص حاكم ولاية فيرمونت في اعادة احياء حملته التي تعرضت لإنتكاستين متتاليتين في آيوا ونيوهامشاير. وفي ولاية ساوث كارولاينا، اظهر استطلاع تقدم ادواردز على كيري 30 في المئة في مقابل 25 في المئة يليهما هوارد دين 10 في المئة وويسلي كلارك 10 في المئة والقس آل شاربتون 7 في المئة وجو ليبرمان 6 في المئة ودينيس كوسينيتش 1 في المئة. وبلغت نسبة المترددين 9 في المئة. وفي ميزوري، اعطت الاستطلاعات كيري 50 في المئة من الاصوات، في مقابل 15 في المئة لادواردز و 9 في المئة لدين وأقل من خمسة في المئة لكل من ليبرمان وكلارك وشاربتون. وفي اوكلاهوما، حصل كلارك على 28 في المئة من الاصوات في مقابل 27 في المئة لكيري و19 في المئة لادواردز و7 في المئة لليبرمان و6 في المئة لدين. وفي أريزونا، سيطر كيري على المقدمة بحصوله على 40 في المئة في مقابل 27 في المئة لكلارك و13 في المئة لدين و ستة في المئة لكل من ليبرمان وادواردز. وفي حال فوز كيري بغالبية اصوات الولايات الخمس، وبخاصة ميزوري 72 مندوباً، سيصبح من الصعب على منافسيه اللحاق به ما لم تنقلب حظوظه في الجولة الانتخابية المقبلة في الثاني من آذار مارس المقبل. وتحظى السياسة الخارجية أ ف ب بمكان بارز في المنافسة الحالية التي يخوضها الديموقراطيون ضد بوش، مركزين على تشديد أواصر العلاقة مع الحلفاء واعطاء الثقة للمؤسسات الدولية. ومع ثبات كيري في التقدم على الآخرين يكون الديموقراطيون قد اختاروا لأنفسهم رجل سياسة بنى مسيرته الى حد كبير على هذه الملفات، وهو يركز منذ شهور عدة على ما يفصله عن خيارات الادارة الجمهورية الحالية سواء في الشرق الاوسط او في كوريا الشمالية. فبعد تردد طويل في مجال الامن القومي اثر اعتداءات الحادي عشر من ايلول سبتمبر 2001 بدأ المرشحون الديموقراطيون السبعة يكثرون من انتقاداتهم في الايام الاخيرة في هذا المجال. الجنرال ويسلي كلارك القائد الاعلى السابق للقوات الحليفة في اوروبا اتهم الاسبوع الماضي الرئيس بوش ب"انتهاج سياسة مغرضة في مجال الامن القومي" عبر تسرعه في نقل السيادة في العراق. فيما ندد هاورد دين ب"افتقاد الصراحة" حول الاسباب لشن الحرب. ويأخذ جميع المرشحين تقريباً على بوش انه لم يعرف كيف يبني تحالفاً دولياً قبل مهاجمة العراق، ويؤكدون تصميمهم على تشديد أواصر العلاقة مع الحلفاء الدوليين وعلى مد اليد الى العالم الاسلامي.