ندّد قادة احزاب عربية في اسرائيل بمخطط رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون نقل بلدات فلسطينية داخل الخط الاخضر الى مناطق السلطة الفلسطينية في اطار عملية مقايضة اراض بين اسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة، واعتبروه عنصرياً، مؤكدين ان هذا المخطط لن يمر وسيتصدى له جميع فلسطينيي 1948 وليس اهالي البلدات "المرشحة" للتبادل فحسب. وكان الناطق باسم رئيس الحكومة رعنان غيسين اكد ما نشرته صحيفة "معاريف" من ان شارون ينظر فعلاً في تبادل اراض مع الفلسطينيين في اطار المرحلة الثالثة من "خريطة الطريق" الدولية تنقل بموجبه بلدات في المثلث الشمالي ووادي عارة الى السيادة الفلسطينية في مقابل ضم الاراضي الفلسطينية المقامة عليها المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية الى اسرائيل. وقال ان شارون طرح هذه الفكرة قبل اكثر من عشر سنوات ثم كررها ويرى انه يمكن درسها حين يتم رسم الحدود النهائية بين اسرائيل وفلسطين. ووفقاً للخطة، التي ترددت في السنوات الاخيرة مراراً لكن على ألسن وزراء وخبراء في الديموغرافيا ابدوا قلقهم من ان تفقد اسرائيل الغالبية اليهودية حيال التكاثر الطبيعي للفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية، فان شارون يريد التخلص من مناطق عربية ذات كثافة سكانية عالية، مثل منطقة المثلث الشمالي التي يقطنها نحو 200 ألف فلسطيني وتعد ام الفحم كبرى مدنها. وقالت الصحيفة ان شارون يدرك ان المسألة معقدة من الناحية القضائية وانها قد تؤدي الى صدام مع الاممالمتحدة والعالم بأسره "لكنه سيحاول تمرير المخطط في سياق المفاوضات المستقبلية مع الفلسطينيين" وتابعت ان شارون، سعياً لاحتواء معارضة المواطنين العرب خطته، قد يعرض عليهم فكرة الاحتفاظ بجنسية مزدوجة، اسرائيلية وفلسطينية مع تطبيق حقهم في الانتخابات لسلطة واحدة، فقط. وقال رئيس التجمع الوطني الدكتور عزمي بشارة ان "مشروع" شارون هو مجرد تمهيد لوضع علامة سؤال حول حقوق عرب الداخل السياسية وان النتيجة الوحيدة لأفكار شارون ليس تطبيقها بل طرح علامة سؤال دائمة على مواطنة العرب في الداخل ضمن عملية ابتزاز مستمرة يتوقع شارون ان تقابل بتأكيد العرب على الانتماء والولاء لاسرائيلي "لا توجد دولة تضع باستمرار علامة سؤال على مواطنة قسم من مواطنيها". واعتبر النائب العربي السابق هاشم محاميد ابن مدينة ام الفحم المخطط عنصرياً لن يقبل بتمريره اي عربي في الداخل وقال: "نرفض المقايضة مع مستوطنين يرتعون في اراض محتلة بينما نحن نعيش على ارضنا مواطنين شرعيين". وتابع ان المخطط ترديد لمقولة مهترئة يرددها اقطاب الدولة العبرية منذ 15 عاماً "لكنها المقولة ستبقى حبراً على ورق".