دشّنت شركة البرمجيات الأميركية "سكو إس سي او غروب انك"، مساء أول من أمس الاثنين، موقعاً جديداً على الانترنت، بعد يوم من تمكن فيروس الكومبيوتر الشرس "مايدوم" my doom من إصابة موقعها بالشلل. وأصابت حدة هجوم الفيروس "المثيرة للدهشة" العاملين في مجال أمن الانترنت بالهلع. واعتبر مسؤولو أمن البرمجيات ان الفيروس، في سعيه للسيطرة على عدد كبير من أجهزة الكومبيوتر الشخصية المصابة ليشل فاعلية هدفٍ ما على الانترنت، "يُمثل مستوى جديداً من حرب الانترنت". وقال رئيس عمليات شركة "تريند مايكرو" لأمن البرمجيات في اوروبا، ريموند جنيس: "مع هذا البرنامج، يُمكنك فعلاً أن تُصيب بالشلل أي موقع رئيسي على الانترنت. هذا شكل من أشكال الحرب الالكترونية. إنه ليس ارهاباً، لكنه عمل شخص يبدو حانقاً على شركة سكو". وكانت شركة "سكو"، التي تتخذ من ولاية يوتا الأميركية مقراً لها، قد أثارت حنق مستخدمي برنامج التشغيل "لينوكس"، لمحاولتها فرض رسوم ترخيص على استخدام البرنامج المتاح مجاناً، ما حدا ببعض خبراء الأمن الى التخمين بأن الفيروس "مايدوم" ما هو إلا عمل أحد هؤلاء المحتجين. وكانت شركة "مايكروسوفت"، عملاق صناعة البرمجيات في العالم، تستعد أمس للتعرض لهجوم من نسخة معدّلة من هذا الفيروس تُعرف باسم "مايدوم بي". لكن الخبراء يجمعون على أن موقع "مايكروسوفت" سيصمد أمام الهجوم، حيث انه يُعتبر أحد أكثر المواقع ثباتاً على الانترنت. كما ان نسخة الفيروس "مايدوم بي" أصابت عدداً أقل من الأجهزة التي أصابها الفيروس الاصلي. لكن الشركتين رصدتا في شكل منفصل مكافأة مقدارها 250 الف دولار، لمن يعثر على مُعد الفيروس. وتعملان مع الأجهزة الأمنية للايقاع به. وكانت "مايكروسوفت" ذكرت الأحد الماضي انها تتأهب لهجوم من الفيروس "مايدوم بي". ويعمل الفيروس بنوعيه "ايه" و"بي" بالاستيلاء على جهاز كومبيوتر واستخدامه كقاعدة انطلاق لإرسال سيل جارف من طلبات البيانات الى مواقع الشركات. وواصل الخبراء التحذير صباح أمس بأن الفيروس لا يزال يبحث عن المزيد من الأجهزة لإصابتها. وينتشر الفيروس في هيئة رسائل غير مرغوب فيها يُرسلها إلى الملايين من مواقع البريد الالكتروني حول العالم. ومن المعتقد ان الفيروس "مايدوم ايه" قد أصاب ما يزيد على مليون جهاز كومبيوتر شخصي، كل منها يُمكنه إرسال المئات من رسائل البريد الالكتروني المزيفة، وبشكل متواصل الى عناوين موجودة عليه.