سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
10 قتلى في اطلاق نار "خطأ" في المناطق القبلية ... وباكستان تؤكد ان الخناق يضيق على زعيم "القاعدة". واشنطن واسلام آباد تنفيان "تأكيداً" ايرانياً باعتقال بن لادن
نفت كل من واشنطن واسلام آباد ما اعلنته الاذاعة الايرانية أمس في برنامجها الموجه للباشتون، نقلاً عن "مصدر موثوق فيه للغاية" لم تسمه، من ان زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن اعتقل في منطقة قبلية في باكستان. ونفى مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية التقرير قائلاً لرويترز انه "مجرد اشاعة اخرى من تلك التي يجري تداولها". فيما قال وزير الخارجية الباكستاني خورشيد محمود قسوري في مؤتمر صحافي انه على علم بالتقرير الايراني لكن "لا نستطيع تأكيده على الاطلاق". وأفادت الاذاعة الايرانية انها تلقت النبأ من مدينة بيشاورالباكستانية، وان "اعتقال بن لادن تم قبل فترة، لكن الرئيس جورج بوش ينوي الاعلان عنه خلال الانتخابات الرئاسية". واشارت الى ان زيارة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد لباكستان الخميس الماضي مرتبطة بموضوع الاعتقال. وأكدت الاذاعة التي أعلنت قبل عام ايضاً اعتقال بن لادن ان مصدراً جديداً أبلغها بأن زعيم "القاعدة" اعتقل "منذ فترة طويلة ... ربما قبل شهر أو قبل عام. لكنه اعتقل". وعزت نفي المسؤولين الاميركيين هذه الأنباء الى انهم ربما يريدون ان يأتي توقيت اذاعة نبأ اعتقال بن لادن في سياق حملة بوش لاعادة انتخابه في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقال الكولونيل بريان هيلفرتي الناطق باسم القوات الاميركية في أفغانستان لوكالة الانباء الالمانية ان لا معلومات لديه عن اعتقال بن لادن. لكنه أكد ان "نوعية معلومات الاستخبارات عن الارهابيين البارزين آخذة في التحسن". واعتقلت القوات الباكستانية 20 شخصاً الاسبوع الماضي في حملة على متشددي "طالبان" و"القاعدة" في اقليم جنوب وزيرستان أكد المسؤولون ان ليس من بينهم اعضاء بارزون في تنظيم "القاعدة". وأعلن الجيش الاميركي هذا الشهر ان القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في افغانستان تتحرك للقيام بعمليات منسقة على امتداد الحدود لمنع فرار مقاتلي "القاعدة" من خلال عبور الحدود من بلد الى آخر. وعززت باكستان جهودها في الاسابيع الاخيرة ضد مقاتلي "القاعدة" و"طالبان" في مناطق القبائل التي يعتقد ان بن لادن موجود فيها. وقال وزير الداخلية الباكستاني فيصل صالح حياة في حديث مع صحيفة "فرانكفورتر الغمايني تسايتونغ" الالمانية أمس ان زعيم "القاعدة" موجود على الارجح "في المنطقة الحدودية بين باكستانوافغانستان". واكد ان عمليات استجواب عناصر "القاعدة" تشير الى ان بن لادن موجود في هذه المنطقة الحدودية، معرباً عن الاسف ان يتمكن الارهابيون من ايجاد "ملاذات امنة". واعرب "عن تفاؤله" في شأن فرص اعتقال اسامة بن لادن، مشيراً الى ان "انجاز المهمة" سيكون اسهل كلما كان عدد الجنود الذين يتعقبونه اكبر، داعياً في الوقت نفسه القوات الدولية في افغانستان الى "توسيع وجودها حتى اخر زوايا البلاد"، مؤكداً ان "الشبكة تضيق حول الارهابيين". وتزامنت الأنباء المتضاربة عن اعتقال بن لادن مع قتل القوات الباكستانية عشرة أشخاص على الاقل عندما أطلقت النار على سيارة كان يعتقد انها تقل متشددين اسلاميين في منطقة أنغور أده القبلية الجنوبية قرب الحدود الافغانية حيث يجرى البحث عن زعيم "القاعدة". وأفيد ان الهجوم وقع بعد وقت قصير من اطلاق الصواريخ على معسكر للجيش. وقال مسؤولون في الاستخبارات ان التحقيقات الاولية تشير الى ان من كانوا يستقلون السيارة ليسوا متشددين وان اطلاق النار كان "بطريق الخطأ". وأثار الحادث حالاً من التوتر في مناطق القبائل الباكستانية. وحذر زعيم "الجماعة الإسلامية" الباكستانية القاضي حسين أحمد من اندلاع حرب أهلية بين الجيش والقبائل اذا لم يوقف الجيش عملياته العسكرية في مناطق القبائل. وقال في مؤتمر صحافي ان "ما يتعرض له المدنيون في منطقة القبائل يعد قتلاً بدم بارد"، داعياً إلى محاكمة المتسببين بذلك. الى ذلك، حصلت "الحياة" على معلومات حول أسباب الأنباء المتضاربة التي تداولتها وسائل إعلام أخيراً حول القبض على اسامة بن لادن ونائبه الدكتور ايمن الظواهري الذي يتزعم "جماعة الجهاد" المصرية. وتبين أن الاستخبارات الباكستانية كانت رصدت مكالمة بين اثنين من العرب في منطقة "وزيرستان" على الحدود مع باكستان ورد فيها حديث عن "الشيخ" ففهم أن المقصود بن لادن والظواهري ونفذت حملة شاركت فيها أعداد كبيرة من القوات الباكستانية استهدفت المنطقة الاسبوع الماضي أسفرت عن اعتقال 25 من عناصر "طالبان" والعرب. وقال مدير "مركز المقريزي للدراسات التاريخية" في لندن الدكتور هاني السباعي في اتصال هاتفي مع "الحياة" في القاهرة أمس إنه حصل على معلومات تفيد بأن "القاعدة" تحقق حالياً في أسباب مخالفة عناصر تنتمي إلى التنظيم تعليمات صدرت لهم منذ فترة طويلة تحظر استخدام أجهزة الاتصال بأنواعها كافة على المحيطين ببن لادن والظواهري، وكذلك منع من يعرفون مكان الاثنين حتى لو كانوا من المقيمين بعيداً عن افغانستان من الحديث عن مثل تلك الأمور، مشيراً الى أن اثنين من العرب كانا تحدثا أخيراً عبر جهاز لاسلكي، وسأل أحدهما الآخر عن أخبار "الشيخ" وحالته الصحية، فرد الآخر بأن "الشيخ" بخير وصحته جيدة، وأضاف السباعي وهو أصولي مصري محكوم غيابياً بالأشغال الشاقة المؤبدة العام 1999 من محكمة عسكرية مصرية في قضية "العائدون من ألبانيا"، التي دين فيها أيضاً الظواهري الذي نال حكماً غيابياً بالإعدام، أن المكالمة رصدت وفهمت من الاستخبارات الباكستانية أن المقصود هو بن لادن أو الظواهري فقامت بحملة ضخمة لكن الاثنين نجوَا بعدما انتقلا إلى مكان آخر حيث يعتمدان أسلوباً يقوم على تغيير محل إقامتهما بصورة دورية. وأشار إلى أن من بين الموقوفين المهندس خالد الظواهري الذي تبين أن لا صلة له بزعيم "جماعة الجهاد" إضافة إلى ثلاث سيدات من العرب، وذكر أن تحقيقات ما زالت تتم مع الموقوفين على أمل الحصول على معلومات حول الجهة التي يتوقع أن يكون قادة "القاعدة" وعلى رأسهم بن لادن يقيمون فيها حالياً.