رجحت مصادر رسمية في الرباط ارتفاع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق شمال المغرب حول مدينة الحسيمة امس الى نحو 300 قتيل، بعدما سجل في حصيلة أولية 229 قتيلاً على الأقل و150 جريحاً. وتجاوزت قوة الزلزال ست درجات على مقياس ريختر لتضرب ايضاً منطقة مضيق جبل طارق المقابلة للسواحل المغربية على البحر المتوسط. وأمر الملك محمد السادس عناصر من الجيش والدرك التي انطلقت على متن طائرات ومروحيات للمساعدة في اغاثة المنكوبين ونقل الجرحى الى المستشفيات للمعالجة. راجع ص5 وامتد الزلزال ليشمل مدن فاس وتازة والناضور حيث استيقظ السكان على ارتجاجات بعد الثانية والدقيقة 27 فجراً. وغادروا بيوتهم ونزلوا الى الشوارع والساحات العامة خوفاً من انهيار المباني. وقال مسؤول في المركز الجيولوجي لرصد الزلازل، انه على رغم تسجيل الزلزال على شبكات الرصد، لكن من الصعب توقع قوته وتوقيته والأماكن التي سيضربها، لكن مدينة الحسيمة تقع على امتداد خط ناشط في الزلازل يبدأ من الساحل الأطلسي عند اكادير التي دمرت في العام 1960 بزلزال قتل أكثر من 15 ألف شخص. ويمر عبر جبال الأطلس المتوسط والكبير ليصل الى الساحل المتوسطي شمالاً عند الضفة الجنوبية للبحر المتوسط. ووصفت مصادر رسمية زلزال الحسيمة بأنه الأعنف منذ زلزال اكادير، في حين توقعت مصادر طبية ومشاركون مدنيون في عمليات الانقاذ ان يرتفع عدد الضحايا بعد ازالة الانقاض التي تحتاج الى مزيد من الوقت والامكانات. ونقل شهود انهم كانوا يسمعون استغاثات قرويين في مناطق جبلية وعرة. وعزا الشهود ارتفاع عدد الضحايا الى 51 ان الزلزال ضرب تلك المنطقة فيما كان سكانها نياماً. ووصفت مصادر رسمية أوضاع بعض القرى والمراكز الصغيرة قرب الحسيمة شرقاً، بأنها كانت أكثر عرضة للتدمير، خصوصاً في اليمزورن وآيت يوسف وبني بومفراح. وتواصل البحث عن المفقودين والضحايا بين الانقاض. وكانت قوات الدفاع المدني والسكان يستخدمون وسائل تقليدية لانتشال الجثث في انتظار وصول المعدات والتجهيزات. وسارعت الى المكان طائرات عسكرية تحمل مواداً طبية وتجهيزات وأغذية وخياماً لمساعدة المنكوبين. كما أقامت السلطات مستشفيات متنقلة في ميناء مدينة الحسيمة.