لم يعد الرئيس الاميركي جورج بوش أصعب خصم يواجهه الديموقراطيون في معركتهم لاسترداد البيت الابيض، ذلك ان رالف نادر الذي اعلن نفسه مرشحاً مستقلاً الى الرئاسة، صاحب تاريخ في إفساد الانتخابات للديموقراطيين. ولا تكمن المشكلة في احتمال فوز نادر 70 عاماً في الانتخابات، فهذا أمر غير وارد، لكنه يحصد بعض الاصوات، ويحرم مرشح الديمقراطيين منها، في وقت تكون المنافسة على اشدها مع المرشح الجمهوري. ولم يحصل نادر على اكثر من ثلاثة في المئة من أصوات الناخبين عام 2000، لكن الاصوات ال97 ألفاً التي جمعها في ولاية فلوريدا، ذهبت من طريق المرشح الديموقراطي آل غور، ففاز بوش على الاخير بفارق 500 صوت. وقال محللون إن فوز بوش بأصوات ولاية نيو هامبشير على منافسه غور، كان بسبب مشاركة نادر في الانتخابات. ولم يلتفت نادر الذي يعرف بانه مدافع عن حقوق المستهلكين، إلى مطالبة الديموقراطيين له بالانسحاب. وقال في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" التلفزيونية انه "يرغب في تحدي الاحتكار الثنائي لهذين الحزبين". وأضاف: "هناك نفوذ قوي وثروة كبيرة في يد عدد قليل جداً من الاشخاص". واعتبر ان لا اختلاف كبيراً بين الجمهوريين والديمقراطيين. وقال أن كثير من الوكالات والوزارات في الولاياتالمتحدة رفعت شعار "معروض للبيع". لكن في مؤشر الى قلق الديموقراطيين، اعتبر حاكم نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون ان ما يدفع نادر الى ترشيح نفسه هو "غروره الشخصي، فلا قضية يتحدث عنها والخضر لا يدعمونه". ولن يكون نادر مرشحاً عن حزب الخضر كما كان الوضع في انتخابات 1996 و2000، بل سيخوض الانتخابات كمستقل. التصويت لنادر ... تصويت لبوش وربما وعى ناخبو اليسار الوسط الدرس. وسيفكر كل منهم مرتين قبل أن يعطي صوته لمرشح غير ديموقراطي. وسوف يروج الحزب لفكرة أن إعطاء الناخب صوته إلى نادر يعني بصفة غير مباشرة إعطاء صوت لبوش. في الوقت نفسه، قال رئيس اللجنة الوطنية الديموقراطية تيري ماكوليفي: "أستطيع أن أقول أن أعضاء حزب الخضر سيأتون جميعاً إلى الحزب الديموقراطي ليمدوا يد المساعدة"، مشيراً الى انه اجتمع مع نادر مرات عدة ليقنعه بعدم خوض الانتخابات. وأنشأ الليبراليون موقعاً على الانترنت لاقناع نادر بعدم خوض الانتخابات. وكان الديموقراطيون خطفوا الانظار في الاسابيع الماضية بسبب انتهاجهم خطاً وطنياً من خلال عملية تستمر اشهراً عدة، لاختيار مرشحهم لمواجهة بوش في الانتخابات المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. واظهرت استطلاعات للرأي اخيراً ان المرشح الديموقراطي الابرز السناتور جون كيري متقدم على بوش لجهة التأييد الشعبي. وذكر تقرير أنه لا يشعر بالقلق من قرار نادر ترشيح نفسه.