يمتلك العرب اكثر من 60 قناة فضائية رسمية وخاصة وهي نسبة لا بأس بها إذا علمنا ان عدد الفضائيات العالمية سيبلغ قرابة 600 قناة. وبات المشاهد يتوه بين قناة وأخرى ويخرج من دوامة برنامج تلفزيوني الواقع ليقع في دوامة برنامج آخر.". رغبة البحث عن جديد وسألت "الحياة" رئيس قسم الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك سعود في الرياض الدكتور سليمان العقيل، حول نظرة المجتمع السعودي الى الفضائيات وبرامجها وتأثيرها، فقال: "ان الإرث التاريخي والثقافي هو الذي يؤثر في كل حركة من حياة الفرد والجماعات في المجتمع السعودي". وأضاف: "كل طارئ ثقافي يمر عبر الإرث التاريخي والثقافي ليكون مقبولاً". وتابع: "إذا لم يتعارض المنتج الثقافي الوافد مع المعطيات الأساسية في المجتمع السعودي وإذا كان هناك نوع من الرفض لجزء والقبول لجزء آخر فإن الثقافة المجتمعية تعمل على احتواء الجديد وتكييفه للواقع الاجتماعي". ورأى ان المجتمع السعودي الآن "في مرحلة المشاهدة والمتعة لما يبث في الفضائيات، وتلفزيون الواقع عبارة عن مرحلة تسلية ومتعة ولا يشكل تهديداً لثقافة المجتمع". ورأى الدكتور محمد بن سعود البشر، استاذ الإعلام السياسي والدولي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ان "اقتحام هذا النوع من البرامج للفضائيات العربية مؤشر واضح الدلالة وبرهان على طغيان الوظيفة الترفيهية للتلفزيون على الوظائف الإعلامية الأخرى"، معتبراً ان هذا النوع من البرامج "لا يمت الى عادات المجتمعات العربية ولا الى تقاليدها بصلة، كما انه لا يعبر عن شيء من الانفتاح الاجتماعي الذي يقول به بعضهم"، مشيراً الى ان "الفضائيات العربية انما تحاكي غيرها من الفضائيات الأجنبية بتركيزها على جوانب الترفيه وإغراق المجتمع وأفراده الى درجة التهميش". برامج مستوردة لأمة محافظة وقال عبدالله العبار 30 عاماً: "مثل هذه البرامج لا شك في انها مستوردة، وتم تعريبها في شكل اقل من ان يليق بقيم امة محافظة، لكن على كل حال اي مشروع إعلامي او غير اعلامي له في النهاية هدف ويسعى الى تحقيقه". وقال طلال عبدالله 25 عاماً انه تأثر من مشاهدة برامج "الواقع" وإن الكثير من زملائه يتابعونها "بلهفة وترقب عجيب". وقالت أريج 25 عاماً ان وجود هذه البرامج "جيد ويساعد على الترفيه والتسلية بخاصة في هذا الوقت الصعب والأحداث المستقصية". ولأن الناس معتقدات متشعبة، لم يرق كلام ريم لأم محمد 38 عاماً التي عارضته جملة وتفصيلاً: "الفضائيات اصبحت تقدم اشياء بلا حياء والمذيعات يظهرن بلا حشمة، وأصبح هناك غزو واضح من خلال هذه البرامج التي تخدش الحياء ولا تمثل اي مجتمع اسلامي وتؤثر سلبياً في تربية الأبناء. وهذا لا يعود على المشاهد الخليجي بالنفع بل بالضرر من خلال التأثر بالثقافات الغربية المنقولة لنا وإعلامنا الآن من دون مسؤولية، ويجب ان يراعي المسؤولون في القنوات تقاليد البشر، وأن لا يقدموا ما يثير الغرائز والشبهات تحت شعار التطور والحضارة والانفتاح".