علمت "الحياة" ان اللقاء الثاني الذي عقد منتصف ليل الخميس - الجمعة بين الرئيس ياسر عرفات ووزير الشؤون الامنية السابق محمد دحلان، تناول جملة من القضايا العالقة منذ اشهر ساد فيها خلاف وقطيعة بينهما، من بينها الوضع الداخلي في حركة "فتح" والانسحاب الاسرائيلي الذي يجري الحديث عنه من قطاع غزة. وتمت خلال اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات، تنقية الاجواء تماما بين الرئيس ودحلان بحضور وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عزام الاحمد الذي ساهم مع وزير الزراعة روحي فتوح في التقريب بينهما. وقالت مصادر في حركة "فتح" على دراية بما جرى في اللقاءين ل"الحياة" ان اجواء ايجابية وودية سادت اللقاءين، وان النقاش الذي دار بين عرفات ودحلان، على سخونته، تم بأريحية كبيرة. وأضافت ان دحلان المعروف بجرأته في طرح القضايا امام الرئيس، كان جريئا اثناء اللقاء في شكل غير معهود، وانه ناقش الرئيس في كل القضايا الوطنية والسياسية والداخلية وفي ما يخص حركة "فتح" وأسباب الخلاف والقطيعة بينهما. وأشارت المصادر الى انه عاد وشن هجوما لاذعا على اللجنة المركزية للحركة وعدد من اعضائها الذين يتهمهم دحلان بأنهم سبب الوقيعة بينه وبين الرئيس، خصوصا عباس زكي وهاني الحسن وصخر حبش. واضافت ان دحلان ابلغ الرئيس نيته عدم المشاركة في الحكومة الحالية التي يرأسها احمد قريع ابو علاء، علما انه تردد اخيرا ان دحلان قد يقبل بحقيبة الداخلية التي كان رئيس الوزراء السابق محمود عباس ابو مازن فوضه صلاحياتها في حكومته المنهارة مطلع ايلول سبتمبر الماضي حيث كان يشغل منصب وزير الشؤون الامنية. ولم تستبعد المصادر ان يشغل دحلان منصبا وزاريا رفيعا في اي حكومة مقبلة، خصوصا ان البعض يرى ان الحكومة الحالية فشلت في تحقيق برنامجها الذي نالت الثقة بناء عليه من المجلس التشريعي في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وانها في طريقها الى الانهيار، خصوصا بعد ما تردد عن خلافات بين قريع وعرفات كادت تصل برئيس الحكومة الى حد تقديم استقالته. وبحث عرفات ودحلان في الاوضاع الداخلية، خصوصا الاوضاع الامنية المتردية وحال الفلتان الامني في الشارع الفلسطيني، اضافة الى مرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. ومن المقرر ان يلتقي عرفات ودحلان مجددا خلال الساعات المقبلة للبحث في النقطة الاخيرة المتعلقة بالانسحاب الاسرائيلي، ويرجح ان يسند عرفات دورا مهما لدحلان في هذا الشأن. ولفتت المصادر الى ان عرفات سأل دحلان في شأن مبلغ من المال يقدر بنحو 11 مليون دولار قيل ان الاخير حصل عليه وتصرف به عندما شغل منصب وزير الشؤون الامنية في حكومة ابو مازن المستقيلة. وقالت ان دحلان اكد لعرفات ان المبلغ لدى وزير المال سلام فياض وانه لم يحصل عليه ولم يتصرف به. واشارت المصادر الى ان عرفات طلب من دحلان البقاء لمدة اسبوع في رام الله للبحث في عدد من القضايا المهمة.