سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحياة" تنشر "مشروع" وزير الخارجية الالماني ... نواة موقف اوروبي بموازاة المبادرة الاميركية امام مجموعة ال 8 : القمة الاوروبية الثلاثية تؤيد مبادرة فيشر للشرق الأوسط
اعلنت "القمة الثلاثية" في برلين دعمها مبادرة وزير خارجية المانيا يوشكا فيشر لللشرق الاوسط والشرق الأدنى، التي كان طرحها أخيراً في مؤتمر ميونيخ للأمن، في حضور وزراء الخارجية والدفاع ومسؤولين أمنيين من 34 دولة، في مقدمهم وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد. وقالت أوساط القمة ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير دعوا بعد بحثهما مع المستشار الألماني غيرهارد شرودر في مبادرة فيشر للشرقين الأوسط والأدنى، الى "ان تكون الاقتراحات التي قدمتها المبادرة عوامل أساسية لطرح أوروبي مشترك". وأكد القادة الثلاثة ان بلدانهم تؤيد "تحركاً قوياً" للاتحاد الأوروبي بحثاً عن حل لأزمة الشرق الأوسط، كما توافقوا على أن يكون الطرح الأوروبي "نشطاً". وتنشر "الحياة" نص الخطاب الذي القاه فيشر في ميونيخ في التاسع من الشهر الجاري نصه في ص 15 وضمنه افكاراً ارادها مشروعاً لمبادرة أوروبية اميركية وبالأخص رداً على مشروع "الشرق الاوسط الكبير" الذي طرحته الولاياتالمتحدة على مجموعة الدول الصناعية الثماني وتسعى الى اقراره خلال قمة هذه الدول في سي ايلاند الولاياتالمتحدة في شهر حزيران يونيو المقبل. واقترح فيشر "مبادرة أوروبية اميركية" يشارك فيها الحلف الأطلسي لإرساء الاستقرار في الشرق الأوسط، وتتكون من خطوتين: الأولى تهدف الى جعل المنطقة الممتدة من المغرب الى اسرائيل وفلسطين وصولاً الى سورية "منطقة تجارية حرة"، تشمل كامل دول البحر المتوسط، والثانية تعمل لوضع "اعلان من أجل المستقبل"، موجه الى كامل منطقة الشرقين الأدنى والأوسط وتشمل ايران وافغانستان أيضاً. ودعا جميع الفرقاء في المنطقة الى المشاركة في إرساء الديموقراطية ودولة القانون والتخلي عن العنف. ونبه فيشر الى ان خطر "الارهاب الجهادي المدمر بإيديولوجيته التوتاليتارية، لا يشكل تهديداً لمجتمعات الغرب فقط وانما بالدرجة الاولى للعالمين العربي والاسلامي أيضاً"، مستبعداً النجاح في التغلب على هذا التهديد "بالاساليب العسكرية فقط" بل "يجب ان تكون مواجهتنا له شاملة". واضاف ان "الغرب غير قادر على ان يصيغ هذا الرد على الارهاب بمفرده. وسنلحق بأنفسنا الهزيمة الاولى لو اتخذنا موقفاً أبوي التوجه، وعلينا بدلاً من ذلك ان نصيغ عرضاً جاداً للعمل المشترك". وأكد شرودر وشيراك وبلير، ان اعادة الاستقرار الى العراق "مهمة الدول الغربية ككل". وقالت اوساط حكومية أمس ان الزعماء الثلاثة بحثوا خلال اجتماعهم الثاني ليل الاربعاء في موضوع العراق وسبل اعادة السلام والسيادة اليه، فأشارت الى "بروز توافق على ان اعادة الاستقرار الى العراق مهمة يجب أن يضطلع بها الغرب ككل"، الأمر الذي فسره مراقبون بأنه موقف موجه ضد تفرد الولاياتالمتحدة، وجزئياً ضد بريطانيا ايضاً، في تحديد مستقبل العراق. ورأى هؤلاء ان الموقف المشترك "يشكل أحد التنازلات السياسية التي قدمها بلير" في القمة الثلاثية في برلين. الى ذلك، قالت أوساط حكومية ان القادة الثلاثة ناقشوا ايضاً العلاقات الأوروبية الروسية واتفقوا على متابعة الحوار مع موسكو، بعد الانتخابات الرئاسية الروسية التي ستجري في 14 الشهر المقبل. كما اتفقوا على متابعة اتصالاتهم الوثيقة وعقد قمم ثلاثية أخرى في المستقبل، للتنسيق في ما بينهم في المسائل الأوروبية والدولية. وذكر مصدر مطلع ان "على المرء ان يتعود هذا الشكل من الاجتماعات"، في رد غير مباشر على الذين اعترضوا على "قمة الكبار الثلاثة"، واتهموهم بمحاولة فرض هيمنة على الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمهم رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني.