على عكس صورته الشائعة، ربما كان البريد الالكتروني اكثر الاشياء انكشافاً على الانترنت. قبل الدخول الى تفاصيله، ربما يجدر التذكير بأن الموضوع الاكثر سخونة في انكشاف الانترنت هو التشفير على الرقاقات الالكترونية، التي لا يعمل اي كومبيوتر من دونها. وتعمد الاستخبارات الى اسلوب يسمى "كليبتو غرافي" Kleptography للاتصال مع كل رقاقة موضوعة داخل اي كومبيوتر! والارجح ان امراً مشابهاً يحدث على مستوى نُظم التشغيل. لنعد الى البريد. عندما تكتب رسالة الكترونية، فإن الكومبيوتر يحاول حمايتها عبر تشفيرها، اي كتابتها بلغة الرموز غير المفهومة. ولكي تتحول الرسالة الى لغة مفهومة، لا بد من ان "تُفَك" رموز الشيفرة ثانية، كما يجب على كل كومبيوتر ان يقدر على ارسال رسائل لاكبر عدد ممكن من الاشخاص. ولإتمام ذلك، يحتوي كل كومبيوتر على "مفتاح عام"، اي انه يشبه اي مفتاح في اي كومبيوتر آخر" اضافة الى"مفتاح خاص" لكل مستخدم بريد على حدة. عند كتابة الرسالة، يحولها الكومبيوتر الى لغة مشفرة باستخدام المفتاح العام للمُرسل اولاً. ويقوم مزود خدمة البريد، مثل موقع "هوت مايل" او"ياهوو مايل"، بعملية تشفير ثانية باستخدام المفتاح الخاص للمُتَلَقي. اي ان الرسالة تصبح مثل باب مقفل بقفلين. وعند وصولها، تفتح الرسالة بالمفتاح العام اولاً، الذي يفك التشفير الاول، ثم يستخدم المفتاح الخاص بالمتلقي. ومن السهل الحصول على المفتاح العام، لأنه... عام. واما الخاص فتتدبره الاستخبارات ب"اختراق" مواقع البريد المهمة. كلما تجمع عدد كبير من المشتركين في بريد واحد، كلما سهل على الاستخبارات الحصول على المفتاح الخاص لكل واحد منهم. والمعلوم ان غرف الدردشة هي امتداد للبريد الالكتروني، وتعمل بالمبدأ نفسه، لذا فمن اسهل الامور استخباراتياً اختراق غرف الدردشة، كما حصل مع المجند الاميركي!