اقترح معارضون في هيئة قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض ان يسافر زعيمهم محمد عثمان الميرغني الى جانب زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الدكتور جون قرنق الى نيفاشا للقاء النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه. وتزامن ذلك مع إعلان "حركة تحرير السودان" التي تنشط في غرب البلاد استيلائها على منطقة في جنوب دارفور. وعلمت "الحياة" من مصادر في المعارضة السودانية ان اجتماعات المعارضة، أمس، تركزت على وضع "التدابير اللازمة لتوحيد مسارات الحل السلمي للأزمة السودانية، وتفعيل دور "التجمع الوطني" في مرحلة ما بعد السلام". وأضافت هذه المصادر ان أحد الاقتراحات التي قُدمت أمس يقضي بذهاب رئيس هيئة القيادة الميرغني الى نيفاشا ليقابل النائب الأول علي عثمان طه بحضور قرنق. ويهدف هذا الاقتراح - المتوقع قبوله - الى الضغط على حكومة الخرطوم لتوحيد جهود السلام، في إشارة الى "اتفاق جدة" مع التجمع الوطني واتفاق نيفاشا مع الحركة الشعبية. وأفادت المصادر ان المعارضة قررت رفع اجتماعاتها اليوم على ان تعاودها خلال 45 يوماً. على صعيد آخر، أكد الأمين العام ل"حركة تحرير السودان" منى أدكو مناوي استيلاء قواته على محلّية ياسين قرب مدينة نيالا وقطع خط السكة الحديد بين دارفور والخرطوم. واتهم المتمردون القوات الحكومية بقصف مكثف استمر 24 ساعة على مواقع قرب مدينة الفاشر. وفي القاهرة اف ب، اعلن ناطق باسم "حركة تحرير السودان" أمس مقتل "عشرات المدنيين" في هجوم شنه الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه على قرى في منطقة دارفور غرب السودان. وقال بحر ابراهيم، الناطق باسم الحركة، في اتصال هاتفي بوكالة "فرانس برس" في القاهرة ان "عشرات المدنيين قتلوا وحوالى 200 قرية احرقت خلال هذا الهجوم الذي اطلق الخميس ولا يزال متواصلاً". وأكد ان طائرات انتونوف تابعة للجيش قصفت المنطقة الواقعة بين شمال دارفور وشمال شرقي بلدة قتوم. وتابع ان "الجيش السوداني شن الهجوم مع الميليشيات العربية المتحالفة معه بهدف مواصلة سياسة التطهير الاثني التي يطبقها" ضد السكان من اثنيات غير عربية ولا سيما اثنيتي الزغاوة والفور. وقال ان الجنود "دمروا كل نقاط المياه" في هذه المنطقة القاحلة وان السكان يهربون "الى الجبال والغابات". واشار الى ان المناطق التي تعرضت للهجوم لا يسكنها سوى مدنيين بعد ان "انكفأت حركته الى الجبال". وكان الرئيس عمر البشير اعلن الاثنين في بيان وزعه القصر الجمهوري ان "العمليات العسكرية انتهت في دارفور وان القوات المسلحة تسيطر على مسارح العمليات". لكن المتمردين اكدوا الخميس انهم شنوا هجمات عدة واستعادوا العديد من المحاور والبلدات ل"يثبتوا" ان القوات السودانية لا تسيطر على المنطقة كما اعلنت الخرطوم. واندلع النزاع في دارفور في شباط فبراير 2003 بين القوات الحكومية وحركات متمردة تطالب بصفة خاصة ب"تنمية المنطقة" التي تعتبرها مهملة ومهمشة من قبل الحكومة المركزية. واسفرت المعارك عن سقوط حوالى ثلاثة الاف قتيل كما ادت الى نزوح حوالى 670 الف شخص داخل السودان و100 الف آخرين الى تشاد. وانضمت "حركة تحرير السودان" الجمعة الى صفوف "التجمع الوطني الديموقراطي"، وهو تحالف من المعارضة يضم المتمردين الجنوبيين الذين يخوضون مفاوضات مع الحكومة بغية التوصل الى اتفاق سلام.