اعلن رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء امس ان لقاء فلسطينياً - اسرائيلياً سيعقد اليوم "من اجل التحضير للقائه المحتمل" مع رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون. وصرح قريع عقب الاجتماع الاسبوعي للحكومة الفلسطينية بأن "مدير مكتبه حسن ابو لبدة ووزير شؤون المفاوضات صائب عريقات سيلتقيان الاحد مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون دوف فايسغلاس بهدف التحضير للقاء محتمل بينه وبين نظيره الاسرائيلي". واشار قريع ان لقاء الاحد "هو لقاء تحضيري وارجو ان يخرج بنتائج"، مضيفاً: "ان كانت هناك نتائج لهذا اللقاء سنذهب الى لقاء القمة مع شارون ولا قوة تمنعنا من ذلك، ولا قوة تجبرنا للذهاب اذا لم تكن هناك نتائج ايجابية". وكان رئيس الوزراء الفلسطيني اكد الاربعاء الماضي انه مستعد للقاء نظيره الاسرائيلي اواخر شباط فبراير الجاري او مطلع آذار مارس المقبل، لكنه حذر من عواقب العمليات العسكرية الاسرائيلية كتلك التي نفذت الاربعاء في غزة وادت الى مقتل 15 فلسطينياً. من جهة ثانية، اوضح قريع ان "مجلس الوزراء اتخذ اجراءات مهمة على الصعيد الوطني الفلسطيني لتنظيم فعاليات جماهيرية وشعبية ورسمية في الداخل والخارج يومي 23 و24 من الشهر الجاري ضد الجدار" تتزامن مع بدء محكمة لاهاي النظر في قضية الجدار الفاصل في 23 الجاري. واشار قريع الى انه "سيواصل جولته الاوروبية الاثنين للحصول على موقف اوروبي داعم للفلسطينيين، خصوصاً مع اقتراب موعد بدء محكمة لاهاي"، موضحا انه سيزور كلاً من المانيا واسبانيا وبلجيكا وان زياراته تأتي ل"مواصلة شرح الموقف الفلسطيني ازاء الجدار". واكد قريع ان "الحقائق تشير الى ان العالم قلق في شأن الجدار ويرى فيه انه غير قانوني، لذلك فالوقائع تشير ان شاء الله الى صدور القرار المرجو"، مضيفاً انه "اصبحت لدى العالم قناعة بأن هذا الجدار انشئ لضم اراض فلسطينية لاسرائيل بغرض التوسع وليست له علاقة بالامن". واعتبر قريع القرار الاسرائيلي بعدم الذهاب الى لاهاي "اعترافا بالذنب وبعدم قانونية الجدار"، مضيفاً ان الاسرائيليين "يبدو انهم اعترفوا واقروا بين انفسهم ان هذا الجدار هو عدوان وظلم وغير قانوني ولذلك اتخذوا قرار المقاطعة". شارون و"خطة الفصل" في غضون ذلك، يضع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون خلال نهاية الاسبوع الجاري اللمسات الاخيرة على "خطة الفصل" مع الفلسطينيين التي يعتزم طرحها في آذار مارس على الرئيس جورج بوش في واشنطن. وسيعرض رئيس مجلس الامن القومي غيورا ايلاند الذي كلفه شارون الملف مطلع الاسبوع المقبل صيغة جديدة لهذه الخطة، بما في ذلك تفكيك 17 مستوطنة في غزة وتعديل ترسيم "الجدار الفاصل" الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية. وافادت الاذاعة الاسرائيلية ان من باب الرد على الانتقادات الاميركية على هذا الجدار المثير للجدل قد يتم ادخال تعديلات على رسمه لخفض عدد الفلسطينيين الذين سيجدون انفسهم مطوقين في جيوب معزولة عن بقية الضفة. وسيشرح شارون الخميس هذه الصيغة الجديدة لثلاثة مبعوثين اميركيين احدهم مساعد وزير الخارجية الاميركي المكلف الشرق الاوسط وليام بيرنز في القدس على ما افادت الاذاعة قبل ان يعرضها على بوش مطلع آذار مارس. كذلك يعتزم تنظيم استفتاء حول هذه الخطة في اول مبادرة من هذا القبيل في اسرائيل قبل عرضها على الحكومة والكنيست للمصادقة عليها. واعتمدت ادارة بوش موقفاً حذراً حتى ان مسؤولاً رفيع المستوى في الادارة الاميركية قال "ان الرد الاول على هذه الخطة يفيد انها تنطوي على امكانات ايجابية"، مضيفاً انه يتعين بحثها في التفاصيل قبل اعلان موقف منها. واعرب الناطق باسم البيت الابيض لشؤون الامن القومي شين ماكورمك عن ارتياحه لمشروع تفكيك المستوطنات، معتبراً انه قد يؤدي الى "خفض الاحتكاك بين الاسرائيليين والفلسطينيين وتحسين حرية الحركة للفلسطينيين".