اكد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز صباح امس، في حديث الى عدد من ضباط الجيش ان بناء الجدار الفاصل سيستمر "في الجانب الفلسطيني"، لعدم وجود قيادة فلسطينية مستعدة لتنفيذ "خريطة الطريق"! وقالت مصادر في وزارة الدفاع ان اي تصريحات عن نية حكومة ارييل شارون "تعديل" مسار الجدار هي "مجرد اقوال"، مشيرةً الى ان القرار الساري لدى الجيش الذي يتولى مسؤولية بنائه هو "تسريع" بناء المقطع الثاني من المرحلة الاولى. وفيما هاجم وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل استمرار اسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري، اثار نداء اصدرته قواعد الحزب الاشتراكي الفرنسي ينتقد الممارسات الاسرائيلية وافعال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون خلافاً بين قيادة الحزب وقواعده. راجع ص 4 و 5. وقال موفاز ان عملية بناء الجدارفي منطقة القدس الذي يعزل المدينة المقدسة عن بقية انحاء الضفة الغربيةالمحتلة سيستمر لأن "الحاجز ضروري لسلامة سكان المدينة". ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر في وزارة الدفاع ان اليومين المقبلين سيشهدان التوقيع على عقود جديدة مع عدد من المقاولين، وان مئات الآلات الهندسية والجرافات ستباشر العمل في بناء الجدار على نحو متزامن على طول 200 كيلومتر تمثل المقطع الثاني من المرحلة الاولى من الجدار. الى ذلك، اكد وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحافي عقده امس في الرياض راجع ص 2 انه "لن تكون هناك علاقات عربية طبيعية او تطبيع للعلاقات السعودية مع اسرائيل ما لم تقبل اسرائيل بالعرض الذي قدمه إليها العرب بمبادرة السلام العربية، وما لم يتحقق السلام الشامل في المنطقة"، مشيراً الى ان سياسية اسرائيل تخلق حالة حرب بينها وبين العرب. وهاجم المسؤول السعودي استمرار اسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، كذلك "النشاط الاسرائيلي المحموم لمحاولة تغيير الواقع في الاراضي العربية وتقسيم فلسطين الى كانتونات، ودعا الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي الى التدخل الفوري والحازم للتصدي للسياسات الاسرائيلية الانفرادية. واعلن ان الرياض تقدمت بمذكرة قانونية إلى محكمة العدل الدولية التي ستبحث في النتائج المترتبة على بناء اسرائيل لجدار. وفي باريس، شكل نداء اصدرته قواعد الحزب الاشتراكي الفرنسي عنوانه "اشتراكيون من اجل سلام عادل ودائم في الشرق الاوسط" تنتقد فيه سياسات حكومة شارون، خروجاً على موقف التضامن التقليدي الذي دأب الحزب الاشتراكي على اعتماده مع الاسرائيليين "المهددين في أمنهم بالهجمات الارهابية". ويتناول النداء، وفقاً لما ذكرته صحيفة "لوفيغارو" التدهور اليومي للظروف المعيشية للسكان الفلسطينيين باعتباره عنصراً مفاقماً للتوترات، ويطالب ب "حل عادل متفاوض عليه لحق العودة"، وب "الحق الكامل في المواطنية للعرب في اسرائيل". وحاز الداء تواقيع كثيرين من الوجوه الاشتراكية البارزة مثل وزير الخارجية السابق هوبير فيدرين ورئيس الحكومة السابق ميشال روكار وغيرهما. وفيما دعا وزيرا الدفاع السابقان بيار جوكس وبول كيليس الى اعتماد قدر اكبر من الوضوح مما يعتمده الحزب الاشتراكي في ادانته حكومة شارون، رأى النائب ارنو دو مونتبورغ ان الوقت قد حان "لنقول لشارون ما نفكّر فيه". ويعبّر النداء الجديد عن تبلور حال من التعاطف مع اوضاع الشعب الفلسطيني، في صفوف القواعد الحزبية الاشتراكية. وترافق هذا التعاطف مع ادراك متزايد لدى عدد من النواب والاعضاء الحزبيين الذين يتولون مناصب انتخبوا فيها، أن الموقف الاشتراكي الرسمي المتهاون مع شارون وممارساته، بات يهدد بحرمانهم من اصوات الناخبين المنبثقين من الهجرة والفرنسيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية. وبررت قيادة الحزب موقفها السلبي من النداء بالقول انه ينطوي على عدد من النقاط المبهمة. واعتبر الامين العام للحزب فرنسوا هولاند ان لا داعي لهذا النداء، مشيراً الى انه قبل اقرار "وثيقة جنيف" كان موقف الحزب يعتمد على توازن عديم المعنى، أما الآن "فنحن مع الوثيقة، كل الوثيقة ولا شيء غير الوثيقة".