وجه رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون تحذيراً مبطناً للأردن بسبب دوره في "قيادة" المعارضة العربية ل"الجدار الفاصل"، ولم يستبعد ادخال "بعض التعديلات" على مسار الجدار ل"اعتبارات داخلية". راجع ص4 و5 ومثل شارون أمس أمام لجنة الامن والخارجية في الكنيست بناء على طلب تقدمت به كتل احزاب اليمين التي ترفض مشاركة اسرائيل في مرافعات محكمة لاهاي على اعتبار انها "معروفة النتائج سلفاً". وقال شارون امام اللجنة ان "أي تغيير على مسار الجدار ستحكمه المصلحة الاسرائيلية فقط" و"لن يأتي استجابة لمطالب فلسطينية او دولية او محكمة لاهاي"، مضيفاً ان من الممكن اعادة النظر في مسار الجدار للتخفيف من معاناة الفلسطينيين. ونقلت وكالة "اسوشييتد برس" عن مسؤولين اسرائيليين ان التعديلات قد تتضمن بناء جسور وانفاق لاستخدام الفلسطينيين وتعديل مسار الجدار. وأشار وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم الى امكان تحويل مسار الجدار في حال التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. من جهة اخرى، أعرب شارون عن عدم رضاه عن وقوف الاردن "على رأس الحملة في العالم العربي في معركة الجدار في لاهاي"، مضيفاً: "أوضحنا لهم للأردنيين انهم سيخسرون كثيراً جراء ذلك". لكنه اضاف ان "الأردن يتخوف من ان الخطوات الاسرائيلية الاحادية الجانب ستدفع عدداً كبيراً جداً من الفلسطينيين الى النزوح الى الاردن". ورد مسؤول اردني رفيع المستوى بالإعراب عن أسفه لهذه التهديدات التي وصفها بأنها "مستغربة وفي غير مكانها". وقال ل"الحياة" ان موقف الأردن من الجدار "منسجم مع موقف الشرعية الدولية"، مضيفاً ان الجدار "يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي الأردني ومصالح المملكة". ومن المقرر ان يكون موضوع الجدار في صلب محادثات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس حسني مبارك في القاهرة اليوم. وكشفت مصادر إسرائيلية ان قرار المحكمة العليا الاسرائيلية النظر في اعتراضات تقدم بها عدد من العائلات الفلسطينية من خلال منظمات حقوقية يسارية اسرائيلية، يهدف الى "اعداد" النيابة العامة للمثول والمرافعة امام محكمة لاهاي، لتشكل بذلك جلسات المحكمة الاسرائيلية نوعاً من تجربة تحضر فيها اسرائيل نفسها للدفاع عن الجدار.