لف الغموض مصير المرشح الى الانتخابات الرئاسية الروسية ايفان ريبكين، اثر اختفائه في شكل مفاجئ قبل خمسة ايام. وألمح الثري الروسي المعارض بوريس بيريزوفسكي الى تورط الكرملين في الحادث، بغية ابعاد اي منافس محتمل للرئيس فلاديمير بوتين على الرئاسة، فيما بدا التخبط واضحاً على السلطات الروسية التي ارتكبت هفوة باعلانها فتح تحقيق في "جريمة قتل" المرشح المختفي، ثم سارعت الى تصحيح ذلك، باعلان ان التحقيق يستهدف الكشف عن مصيره. وأعلنت عائلة ريبكين ان الاتصال معه انقطع منذ الخميس الماضي. ولم يظهر في اماكن وجوده المعتادة، مشيرة الى ان السلطات المختصة لم تبدأ البحث عنه الا بعد مرور ثلاثة ايام على غيابه. وحال اختفاء ريبكين دون توجهه الى لجنة الانتخابات المركزية لتسلم بطاقة ترشيحه الى انتخابات الرئاسية السبت الماضي. لكن احد معاونيه ناب عنه في تلك المهمة. وقالت مديرة حملته الانتخابية كسينيا بونيماروفا ان المعلومات تشير الى ان ريبكين غادر منزله فجأة بعد مكالمة هاتفية تلقاها. ويعد ريبكين الذي شغل في السابق منصب سكرتير مجلس الامن القومي الروسي مرشحاً ليبرالياً موالياً لحيتان المال ومن اشد المعارضين للكرملين. وعمد اخيراً الى توجيه انتقادات حادة الى الرئيس فلاديمير بوتين، وعقد تحالفاً مع بيريزوفسكي المقيم في لندن والذي يتولى تمويل حملته الانتخابية. واتهم بيريزوفسكي في حديث الى اذاعة "صدى موسكو" امس، الكرملين بالوقوف وراء اختفاء حليفه. وقال ان موظفاً في مجلس الامن القومي ابلغ زوجة ريبكين ان الاخير "سيظهر يوم الاثنين"، ما يعد اشارة الى توافر معلومات لدى الاجهزة الروسية عن ملابسات اختفاء ريبكين. وأضاف الثري اليهودي انه يتحفظ حالياً عن اعلان وجهة نظره في الحادث، بل يكتفي ب"جمع الحقائق المتوافرة حوله". وأكد استعداده لمساعدة الاجهزة المختصة في كشف مصير صديقه في حال طلب منه ذلك. الكرملين: مسرحية مدبرة لكن سياسيين موالين للكرملين اتهموا الثري اليهودي المعارض بتدبير ما وصفوه بأنه "مسرحية اختفاء" المرشح الرئاسي. وقال عضو لجنة الامن القومي في مجلس الدوما غينادي غودكوف انه واثق بنسبة 99 في المئة من ان اختفاء ريبكين هو عملية دعائية من تدبير بيريزوفسكي الذي وصفه بأنه "استاذ في اخراج المسرحيات السياسية الدعائية". تخبط المحققين وظهر التخبط لدى اجهزة التحقيق الروسية التي باشرت البحث عن السياسي المختفي. وتشكلت غرفة عمليات ضمت ممثلين عن وزارة الداخلية وهيئة الامن الفيديرالي. وأعلنت النيابة العامة عن فتح تحقيق في "جريمة قتل عمد"، ما اثار استياء انصار ريبكين الذين اعربوا عن استغرابهم لما وصف بأنه "انقلاب في مسار القضية"، خصوصاً مع عدم توافر اي معطيات للحديث عن مقتل السياسي المختفي. وزاد من غرابة الموضوع تراجع النيابة العامة عن التحقيق في القضية. وقال ناطق باسمها انه لم تتوافر اسس كافية لاعتبار المسألة جريمة قتل. وأضاف ان اجهزة التحقيق لا تملك ادلة كذلك على ان ريبكين تعرض للاختطاف، ما يعني ان النيابة العامة لن تحقق في القضية قبل ظهور ادلة جديدة. وأعرب ناطق باسم الداخلية عن اعتقاده بأن المرشح المفقود "ما زال حياً"، معرباً عن امله في العثور عليه قريباً. لكن كثيرين في روسيا لا يستبعدون عدم العثور على ريبكين... الا جثة هامدة. ويذكر ان ثلاثة مرشحين آخرين عدا بوتين وريبكين عازمون على خوض الانتخابات، وهم: نيكولاي خاريتونوف مرشح الحزب الشيوعي وايرينا خاكامادا مرشحة يمينية وسيرغي غلوزيف مرشح عن كتلة رودينا القومية.