زار وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد كرواتيا، قادماً من ميونيخ. والتقى الرئيس الكرواتي ستيبي ميسيتش ورئيس الحكومة ايفو سانادير. وأفادت وسائل الإعلام في زغرب ان محادثاته تناولت الأوضاع في منطقة البلقان وإمكان مساهمة كرواتيا العسكرية في العراق وأفغانستان، كخطوة نحو دعم الولاياتالمتحدة لها بالانضمام الى عضوية حلف شمال الأطلسي عام 2006. وتكون كرواتيا بذلك ثاني دولة في منطقة يوغوسلافيا السابقة مرشحة للانضمام الى الحلف بعد سلوفينيا. ويعتبر رامسفيلد أول عضو في الادارة الأميركية يأتي الى زغرب بعد وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت التي زارت كرواتيا في عهد رئيسها الراحل فراينو توجمان عام 1999، علماً أن الرئيس بوش ووزير خارجيته كولن باول، زارا الكثير من دول البلقان الأخرى. قواعد الاطلسي وذكرت صحيفة "فييسنيك" أمس، أن رامسفيلد أكد استمرار بقاء قوات الحلف الأطلسي سفور في البوسنة الى أجل غير معلوم "لأنها عملت بكفاية في توفير السلام وتحقيق الاستقرار". وأوضح انه لا يوجد أي تناقض بين بقاء جنود الحلف وانتشار الوحدات الأمنية الأوروبية في البوسنة "لأن الوحدات الأوروبية تتكون من عناصر الشرطة وهي تختلف عن الحلف الذي هو قوة من التشكيلات المختلفة للجيوش". وأشار وزير الدفاع الأميركي الى أن بقاء قوات الحلف الأطلسي في البوسنة "ضروري لمهمتين رئيسيتين: الأولى المساعدة في استمرار التحولات المطلوبة، والثانية لاعتقال المتهمين بارتكاب جرائم حرب". ومعلوم ان قوات الحلف الأطلسي بدأت مهماتها في البوسنة عام 1996 بستين ألف جندي، وجرى تخفيضها باستمرار حتى وصلت الى نحو 15 ألف جندي، يشكل الأميركيون العدد الأكبر فيهم، ولهم قاعدة كبيرة في ضواحي مدينة توزلا شمال شرق. ويليهم البريطانيون ثم الفرنسيون والايطاليون. وجرى الالتزام دائماً بأن يكون قائد القوة الأطلسية سفور جنرالاً أميركياً. ويذكر ان المنطقة الأخرى في يوغوسلافيا السابقة التي توجد فيها قوات للحلف الأطلسي هي اقليم كوسوفو، حيث انتشر صيف 1999 أكثر من أربعين ألف جندي باسم كفور، لكن عددهم الآن نحو 17 ألف عسكري، غالبيتهم من الأميركيين الذين لهم قاعدة رئيسية في جنوب شرقي الاقليم اسمها "بوند ستيل". مصلحة في الوجود الاميركي ووجدت واشنطن منذ عهد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون ان مصلحتها تقتضي وجوداً عسكرياً قوياً لها في المنطقة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وذلك لدعم أهدافها السياسية في جنوب أوروبا القريب نسبياً من غرب وسط آسيا وشمال افريقيا، بما في ذلك المنطقة العربية. وكانت الولاياتالمتحدة عرضت على فويسلاف كوشتونيتسا عندما كان رئيساً للاتحاد اليوغوسلافي، عدم انفصال اقليم كوسوفو واستقلاله، اذا وافقت صربيا على معاهدة طويلة الأمد تضمن استمرار بقاء "بوند ستيل" قاعدة أميركية، اضافة الى تسهيلات عسكرية أخرى للولايات المتحدة في صربيا. ويبدو ان الرئيس الأميركي جورج بوش لم يكن قبل توليه الرئاسة على دراية تامة بالخطط الأميركية في منطقة البلقان، فأعلن أثناء حملته الانتخابية عدم وجود حاجة الى الوجود العسكري الأميركي في المنطقة. لكنه بعد توليه الرئاسة بفترة قصيرة تراجع عن رأيه وزار كوسوفو وأعلن تأييده لاستمرار بقاء القوات الأميركية في البلقان.