دخلت ازمة الترشيحات في ايران دائرة الفوضى السياسية بعدما قرر الرئيس محمد خاتمي "الاعتكاف الصحي"، فيما من المقرر ان يقدم نحو 80 نائباً اصلاحياً استقالاتهم اليوم بحسب ما أكدت مصادر اصلاحية ل"الحياة". وأفادت مصادر مطلعة في التيار المحافظ بأن هناك اتجاهاً في اوساط هذا التيار يدعو الى ان تتولى "مجموعات المقاومة الشعبية" الباسيج اجراء الانتخابات في حال استقال حكام المحافظات ووزير الداخلية. راجع ص8 وعلى رغم ان مكتب خاتمي نفى ان يكون الرئيس صرّح بأن الأمور وصلت الى طريق مسدود، الا انه بدا ان الأمور تسير فعلاً الى طريق مسدود. اذ أعلن المكتب ان "آلام الظهر أجبرت الرئيس الايراني على الغاء برامجه الرسمية للأيام القليلة المقبلة اثر نصيحة من الأطباء الذين عادوه في مكتبه"، وهو ما وصفه مراقبون بأنه اشبه ب"اعتكاف صحي في ظاهره وسياسي في حقيقته". وبدا ان خلود خاتمي الى الراحة والذي ادى الى الغاء اجتماع طارئ للحكومة كان مقرراً ان يتخذ قرارات مهمة حول الانتخابات، هو بمثابة محاولة لاعطاء فرصة من أجل التوصل الى حل ما، على رغم ان هذا التوجه بدا غير متفق مع حلفائه الاصلاحيين الذين أكدوا انهم سيتقدمون باستقالات جماعية وقد يقاطعون الانتخابات كلية. اذ ما زال خاتمي يراهن على حلول اللحظة الاخيرة وامكان تدخل المرشد الاعلى اية الله علي خامنئي لوضع حل نهائي للازمة بعدما اكتفى حتى الآن بالطلب من مجلس صيانة الدستور التعامل مع طلبات الترشيح ب"عناية"، فيما تردد ان المجلس الذي يسيطر عليه المحافظون "مصر على قراره الى درجة استعداد بعض اعضائه للاستقالة اذا ما مورست عليهم ضغوط للرجوع عن قرارهم". وكانت الضربة الأهم التي تلقاها النواب المعتصمون في البرلمان ارتفاع عدد المرفوض ترشحهم الى 87 نائبا من النواب الحاليين ومنهم رموز فاعلة في التيار الاصلاحي، فيما جددت وزارة الداخلية مطالبتها بتأجيل الانتخابات. من جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية الايرانية أمس ان قيام برلمانيين اميركيين بزيارة لايران مسألة "غير مطروحة" في الوقت الراهن، بعدما اعلن السيناتور الجمهوري الأميركي ارلن سبكتر ان بعثة من الكونغرس ستعد الشهر الجاري لزيارة برلمانيين الى ايران. وقلّل الناطق باسم الخارجية من شأن المحادثات التي أجريت الاربعاء الماضي في واشنطن بين السفير الايراني لدى الاممالمتحدة محمد جواد ظريف واعضاء من الكونغرس. وقال: "هذه ليست المرة الاولى يشارك مندوب لايران لدى الاممالمتحدة في محادثات في واشنطن لتقديم توضيحات لمسؤولين اميركيين غير حكوميين".