نقل عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس قوله ان القبارصة الاتراك قد يتنازلون عن اراض الى الجانب القبرصي اليوناني المعترف به دولياً من اجل دفع عملية السلام في قبرص بإشراف الاممالمتحدة قدماً. وتواجه تركيا ضغوطاً دولية متزايدة من اجل وضع نهاية للازمة المستمرة منذ عقود في الجزيرة المقسمة قبل انضمام القبارصة اليونانيين الى عضوية الاتحاد الاوروبي في أيار مايو المقبل او المخاطرة بافساد مساعي تركيا ذاتها للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي. وأعربت القيادة التركية بما فيها الجيش صاحب النفوذ القوي في الاسابيع الاخيرة عن تأييد خطة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان للسلام التي تشمل اعادة ترسيم الحدود بين الجانبين لاعادة اراض الى القبارصة اليونانيين. ونقلت "وكالة الاناضول للانباء" عن اردوغان "ان 36 في المئة من الجزيرة الان خاضع لسيطرة جمهورية قبرص التركية. وقد نتنازل عن مساحة معينة من الارض". وقال اردوغان في وقت متأخر أول من أمس في كلمة القاها في جامعة هارفارد في بوسطن: "كدولة ضامنة سنرفع التوصية وسيوضح القبارصة الاتراك هذا النهج. ان التوصل الى حل امر بالغ الاهمية بالنسبة لنا". وتعترف تركيا فقط بجمهورية قبرص التركية في شمال الجزيرة وهي الراعي الوحيد لها على الصعيدين الديبلوماسي والاقتصادي. وتنتشر قوات تركية على اراضي شمال قبرص منذ غزو 1974 الذي اعقب انقلاباً في قبرص اليونانية استمر لفترة قصيرة واستهدف توحيد الجزيرة مع اليونان. وألقى ديبلوماسيون اوروبيون وفي الاممالمتحدة باللوم على الجانب التركي في انهيار المحادثات حول خطة انان لاعادة توحيد شطري الجزيرة في اذار مارس 2003. الا ان تركيا تقبل الآن في ما يبدو مفاوضات على اساس مسودة مقترحات انان فيما ينفد وقت التوصل لتسوية قبل انضمام الجزيرة الى عضوية الاتحاد الاوروبي. وينظر الى وجود قبرص مقسمة في الاتحاد الاوروبي على انه العقبة الرئيسة امام تعزيز مساعي تركيا من اجل الانضمام لعضوية الاتحاد. وقد تبدأ المحادثات بين القبارصة الاتراك واليونانيين في الشهر المقبل ما يعطي الجانبين ووسطائهم اقل من ثلاثة اشهر لحل صراع امتد على مدار ثلاثة عقود. واضافة الى اعادة ترسيم الحدود تدعو خطة أنان الى سحب الجنود الاتراك واليونانيين واقتسام السلطة على مستوى حكومة مركزية وتعويض الذين لن يتمكنوا من العودة الى منازلهم وممتلكاتهم السابقة.