أصبح سرطان الثدي من الأمراض الأكثر انتشاراً في نهاية القرن العشرين بين السيدات في بريطانيا، وحتى بين نسبة قليلة من الشبان، بعدما سجل 250 اصابة بين الرجال العام الماضي. ويؤثر سرطان الثدي في جسد المريضة وحالتها النفسية وقد يغزو حياتها الشخصية والاجتماعية بالكامل اذا لم تتغلب عليه وتتمتع بمساندة كل من حولها. ومن المعروف ان هذا المرض الخبيث يستهدف السيدات فوق سن الخمسين أو اللواتي تجاوزن سن اليأس. ولكن من الخطأ الافتراض أن الشابات والسيدات في العشرينات والثلاثينات غير معرضات لخطر الاصابة بسرطان الثدي. ففي بريطانيا، كشفت مؤسسة"بريست كانسر كير"ان حوالى 20 في المئة من 40 ألف مصابة سنوياً بهذا المرض هن شابات. وكشفت دراسة اعدتها المؤسسة نفسها ان ما معدله ألفا حالة اصابة بسرطان الثدي تسجل لسيدات في العشرينات والثلاثينات من عمرهن في المملكة المتحدة. ومع ارتفاع عدد المصابات بهذا المرض الخبيث، تكثر حملات التوعية اذ يبقى تشخيص المرض في وقت مبكر ضرورياً للحد من انتشاره. منذ سنوات طويلة ساد اعتقاد بأن السيدات فوق سن الخمسين أكثر تعرضاً للمرض، ما ادى الى عدم مبالاة الكثير من الشابات بنصائح فحص الثدي بانتظام والتعرف الى أعراضه. كما ان المؤسسات الخيرية التي انتشرت في بريطانيا، مثل غيرها في العالم، لمساندة المصابات بسرطان الثدي كثيراً ما ركزت على السيدات الأكبر سناً لقلة المصابات من الشابات نسبياً. وتقول البريطانية روث بيكاردي انها شعرت بالعزلة التامة عندما أصيبت بمرض سرطان الثدي وعمرها لا يتجاوز 32 عاماً. وراودها الشعور بضرورة التحدث مع غيرها من الشابات اللواتي عانين الحالة نفسها. وعندما التقت روث بيث واغستاف عام 1996، استطاعت التواصل معها وتبادل التجارب. ومن هنا ولدت فكرة"لافندر تراست"، المؤسسة الخيرية التي تأسست عام 1998 لتخليد ذكرى روث ومن أجل أعطاء غيرها من الشابات فرصة للتعرف الى غيرهن في الصراع ضد المرض الخبيث. وتأتي"لافندر تراست"ضمن اطار مؤسسة"بريست كانسر كير"الموسعة، وأصبحت تخاطب الشابات من أجل تعريفهن بالمرض وعوارضه وتوعية أكبر عدد ممكن منهن وجمع التبرعات. وقالت الناطقة باسم"لافندر تراست"ل"الحياة"ان"الوعي بحالة الثدي وأي تغيرات فيه جزء أساس وضروري من العناية بالجسد ككل". وأضافت انها تنصح"كل شابة فوق الخامسة والعشرين بأن تعد نفسها بالانتباه لأي تغيرات في الثدي أو المنطقة المحيطة به، مثل منطقة تحت الأبط". ونجحت حملات توعية عدة أخيرة في بريطانيا في ابراز موضوع اصابة الشابات بسرطان الثدي خصوصاً بعدما شاركت شهيرات عدة مثل العارضة اليزابيث هيرلي والمغنية جيري هاليوت في الحملات. وأصبحت الشارة الوردية التي ترمز لسرطان الثدي من أبرز الشارات التي ترتديها الشابات والشهيرات من أجل اثبات دعمهن لهذه الحملة. وبدفع جنيه استرليني واحد للشارة الصغيرة، جمعت ملايين الجنيهات الاسترلينية للبحوث عن سرطان الثدي ومساعدة ضحاياه. وعلى رغم أن مرض سرطان الثدي أصبح ثاني أكبر مسبب للوفاة بين السيدات البريطانيات، فعدد الوفيات انخفض بنسبة 20 في المئة خلال السنوات العشر الماضية بسبب التشخيص المبكر والتوعية المنتشرة. وعلقت الناطقة باسم"لافندر تراست"بأن"دور الصحافة والمشاهير والمعروفين والأطباء ضروري جداً لمخاطبة الشابات وحثهن على الفحص المنتظم في البيت وإخبار اطبائهن عن أي تغير يلاحظنه". وتأثيرات سرطان الثدي واسعة على المريضة وتتنوع بين سيدة وأخرى، الا انها اضافة الى التأثير الصحي، على المصابة التعامل مع التأثيرات النفسية. ومن بين النقاط التي قد تؤثر في المصابة الشابة أكثر من غيرها هي مسألة الخصوبة بعد العلاج الكيماوي ومصاعب رعاية اطفالها ان كانت أماً. كما ان التأثير في مهنتها ان كانت عاملة والانعزال الاجتماعي في بعض الأحيان يعرقلان طريق الشفاء الكامل. وهنا تأتي ضرورة الانتباه للشابات وحاجاتهن في حال الاصابة. ولفتت الناطقة الى ان الانضمام الى مؤسسة اجتماعية تتعامل مع المصابات يرفع من معنويات المريضة. ولكن في حال عدم وجود مثل هذه الجمعيات، يمكن الاتصال بنساء يعانين من الوضع نفسه من طريق المستشفى أو الطبيب. وتذكر كبرى الجمعيات المختصة بالعمل مع المصابات بسرطان الثدي ان الحوار والتواصل بين المريضة وعائلتها والمراقبين لها شديد الضرورة من أجل تخطي مرحلة المرض. وثبت أخيراً ان 33 في المئة من المصابات بسرطان الثدي في العشرينات من عمرهن في بريطانيا لديهن جين معين مورث من والديهما. وأثبتت الابحاث ان الشابات المصابات عادة ما يكون لهن تاريخ اصابة في العائلة ما يحتم على الشابات اللواتي لديهن قريبة اصيبت بالمرض الخبيث الحرص على الفحص المنتظم. وعلى رغم ان المخاطر من الاصابة بسرطان الثدي تزداد مع العمر، الا ان مسؤولية الشابات في التعرف الى أعراض المرض ضرورية من أجل حماية انفسهن. كما ان التوعية تساعد الشابات على التعامل والتأقلم في حال اصابة أحدى قريباتهن أو صديقاتهن. توصيات ضرورية أعرفي وضع الثدي الطبيعي اعرفي أية تغيرات يجب الانتباه اليها انظري وتحسسي الثدي على فترات متقاربة بلغي طبيبك عن أية تغيرات من دون تأخر تغيرات يجب الحذر منها تغير في حجم الثدي أوشكله ظهور طفح جلدي على الثدي أو افرازات من الحلمة تغير في جلد الثدي انتفاخ تحت الابط أو حول الترقوة تثخن أو تكتل في الثدي ألم مستمر في الثدي أو تحت الأبط