عطفاً على المادة التي كتبتها الزميلة هالا محمد في 32 تشرين الثاني نوفمبر في عنوان"مهرجان دمشق المسرحي: تحفة أثرية ينفض عنها الغبار"، أوضح الآتي: ليس من عادتي أن أرد على النقد لأنني أؤمن بالرأي الآخر، ولأن النقد الايجابي يدفعنا الى النجاح. لكن عندما يغير النقد مساره، ويتحول عن غاياته ويأخذ شكل السخرية ومضمونها أجد لزاماً عليّ أن أعيد وضع الأشياء في مكانها. لن أفند أي تظاهرة ثقافية، بل أترك الأمور لأهلها، وسأرد على السخرية وليس النقد الذي طاول"مقدمة"حفلة افتتاح مهرجان دمشق للفنون المسرحية والمحنة التي وقعت بها لغوياً. فبدلاً من أن أقول باللغة الانكليزية"مساء الخير"قلت"تصبحون على خير". اقول انها زلة لسان، عافاك الله منها. وانت تدركين ان ليس ثمة كبير أو صغير إلا ويتعرض لهذا الالتباس الذي أراه، ومعي كثيرون، مدعاة للابتسام وليس الاستهزاء. الاشارة الى الضحالة اللغوية لمقدمة الحفلة التي هي أنا"سيما ان في سورية السوريين الذين يتحدثون اللغات الأجنبية بطلاقة تؤهلهم التعاون معهم في مثل هذه المناسبات التي تحشد لها جهود وتحضيرات وموازنات مادية لتكون ذات سوية عالية"، كما ذكرت السيدة كاتبة المقال. فإنني أؤيدها شخصياً في ذلك. وليس مدعاة للفخر ان أقول إنني واحدة من هؤلاء. إذ انني خريجة جامعة دمشق، قسم اللغة الانكليزية، وخضعت لدورات عدة في اللغة الانكليزية، سواء كانت محادثة أو ترجمة في المركز البريطاني، وفي ساكلرافيتو في كاليفورنيا، وفي احدى مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسيل. ولدي شهادات بذلك. وقد عملت مراسلة لاحدى المحطات الأجنبية، ومترجمة لدى فريق عمل أجنبي أثناء الحرب على العراق، اضافة الى عملي الأساسي كمقدمة لنشرات الأخبار الرئيسة، معدة ومقدمة لندوات باللغة الانكليزية مع شخصيات سياسية أجنبية على شاشة الفضائية السورية. لكل ذلك وغيره، اعتقد ان اختياري لم يأتِ من فراغ. أما ما كتبته السيدة كاتبة المقال عن ورود عبارة"مديرة مهرجان دمشق الفنان زهير رمضان"فقد عدت الى شريط تسجيل حفلة الافتتاح للتأكد، فوجدت ان كلمة"مديرة"لم ترد لا بالعربية ولا بالانكليزية. فكيف سمعتها كاتبة المقال؟ اما ما يخص عبارة"عرض افتتاح المهرجان الفني"لم ترد، بل وردت عبارة"مهرجان دمشق للفنون المسرحية". إذا كان المقصود تمرير عتب، أو ملاحظة للمهرجان الذي اعدت له تحضيرات وبروفات يشهد لها كثيرون، اعتقد انه لا يكون من طريق التجريح الشخصي. أما المهرجان فأصحابه يتحدثون عنه ان ارادوا. وانني فخورة جداً بتقديم هكذا تظاهرة ثقافية. ولذلك، من جديد، بعد انقطاع طويل، وبالعمل أيضاً مع أسرة المهرجان. دمشق - هناء الصالح