نتكلّم دوماً عن الأطفال. نحلّل وننظّر ونعظ. لكنّنا نادراً ما نتركهم يتكلّمون عن أنفسهم. يحكون حكاياتهم من دون أن نقاطعهم أو نتذاكى عليهم بأسئلة مركّبة أو نستخفّ بهم بأسئلة تافهة. هنا مساحة متواضعة، نسبةً الى أحلام الصغار الكبيرة، يزرعونها بحكاياتهم الملوّنة مع ألعابهم ودماهم، كيف يعاملونها وما تمثّله لهم ... سارة: مللت باربي صار عمري عشر سنوات الآن، لم تعد الدمى تهمّني كثيراً، باستثناء دبدوبي"سام". لا أستطيع أن أغفو من دونه. حاولت مرة لكنني لم أستطع. تعوّدت على أن أحضنه وأغفو، طبعاً بعد أن أقول لأهلي"تصبحون على خير"ول"سام"أيضاً. كنت أملك دمى كثيرة بينها باربي وكنت أحبّها، لكن الآن لا، أرى أنها تافهة! لقد مللت منها. لمى: غرفة للعب؟ عمري اربع سنوات. طبعاً أحبّ الألعاب والدمى تحديداً، لكن ليس عندي غرفة ألعب فيها، بل ألعب أمام البيت، فوق الدرجات. عندي دمية واحدة، بعد أن ضاعت دميتي"نانا". بقيت أمي تعدني بشراء دمية، لكنّها دائماً تقول"بكرا... بكرا". إلى أن أهدتني معلّمتي نهاية العام الدراسي هذه الدمية. سمّيتها"لولو"كاسم أختي. ألعب بها على مهل كي لا تقع وتتكسّر. أخفيها تحت الكنبة من دون أن يراني أحد كي لا يلعبوا بها ويضيّعوها. ماذا نلعب؟ أضعها في حضني وأغني لها كي تنام. عندما يصيح الديك أوقظها وأطعمها وآخذها معي في مشوار. ثم أعود لأطعمها وأغني لها كي تنام. عندما تكبر سآخذها معي إلى المدرسة. متى؟ بعد عشرين سنة! محمد: سيارة جديدة عمري ثماني سنوات. لا أحبّ الدمى. إنها للبنات. لدى اختي دمية مضحكة. إنها لا تتحرّك، لا تقوم بشيء مسلٍّ. أنا أفضّل السيارات. إنها ألعاب حقيقية. لدي الكثير منها، من مختلف الأحجام والألوان والأنواع. بعضها يمشي ب"الريموت كونترول"على البطاريات. أبقى ألعب بها وأسابق سيارات أولاد الجيران حتى تتحطّم فأشتري غيرها... أفضل سيارة عندي هي السيارة الجديدة. كلّ سيارة جديدة أحصل عليها تكون الأفضل حتى تصبح قديمة وأزهق منها وتصلني سيارة جديدة غيرها... أمس رأيت جرّافة في متجر الألعاب، سأطلب من بابا أن يشتريها لي. أعرف أنه سيشتريها لأنني خرجت منذ أيام من المستشفى. عندما أمرض يحضرون كلّ ما أطلبه، ويدعونني أمضي النهار مع سياراتي. جاد : ليته يلعب الرياضة! عمري ست سنوات. هذا الأرنوب هو أحبّ الدمى عندي. والسبب؟ انه ناعم وسمين، يمكنني دغدغته طوال الوقت. أضعه فوق سريري ليل نهار. ليس لديه اسم! انه أرنوب فقط. لماذا أسميّه؟ قد لا يعجبه الاسم الذي سأختاره له. لدي ألعاب أخرى منها طابات الفوتبول والسيارات والبولينغ. أنا أحبّ الرياضة، أكثر من الدمى. أتمنى لو أن الأرنوب يشاركني كرة القدم. الآن ستأخذني ماما عند صديقي لنلعب كرة القدم في الملعب. أنا مستعجل كثيراً. باي. لينا: تدفئني في الشتاء عمري ثماني سنوات. هذه هي لعبتي"سالي". تنام معي في السرير. أحكي لها حكاية قبل النوم. نغفو معاً. في الصباح أجد شعرها فوق وجهي. لا أغضب منها، فأنا أتحرّك كثيراً أثناء النوم. في الشتاء أحضنها بقوة كي تدفئني. لا يتشاجران ولا يغاران من بعضهما. فأنا أحبهما بالقدر نفسه. جوليا: هي ابنتي عمري ثماني سنوات. أعيش في غرفتي مع ألعابي. أحبها جميعاً لكن"سالي"هي دميتي المفضّلة. اشترتها ماما لي من فرنسا. سمّيتها سالي كاسم قريبتي التي تعيش هناك. نلعب لعبة"بيت بيوت". سالي هي ابنتي، تذهب إلى المدرسة في الصباح وتعود ظهراً. أحضّر لها الطعام وأدرّسها ثم نشاهد التلفزيون معاً. تنام سالي باكراً. لا آخذها معي إذا خرجت لأن حجمها كبير وهي تكون مشغولة بكتابة فروضها. أشترى لي بابا دمية جديدة لكن"سالي"بقيت الأولى في قلبي. سيرين: حبّ من أوّل نظرة عمري ست سنوات. قطتي"كيتن"لا تفارقني، منذ كان عمري ثلاث سنوات... عندما رأيتها في المطار. أمسكتها ومشيت بها. سألتني ماما وهي تضحك: من أين أحضرتها؟ والبائعة لحقت بي كي تستعيد القطّة، لكني بدأت بالبكاء. الحلّ كان سهلاً، اشترت ماما القطّة، ولم تعد"كيتن"تفارقني. لقد أحببتها من النظرة الأولى كما تقول ماما. الآن صرت أحبّ دمى أخرى مثل"باربي"و"ويني"الدبدوب والدلفين... لكن أجمل لعبة هي علبة الماكياج. أحبّ أدوات الماكياج وطلاء الأظافر، فأنا صرت كبيرة.