عاد مرسيل خليفة من جولة ناجحة في أميركا الشمالية شملت مدناً عدّة أبرزها ميشيغن وهيوستن وتكساس وسانتافي ونيو ميكسيكو ومونتريال وبوسطن وسان فرنسيسكو وسياتل وواشنطن ولوس انجليس ونيويورك وشيكاغو. واعتبر المراقبون أن الفنان اللبناني الملتزم واجه"التنين"من الداخل، على حد تعبير ارنستو تشي غيفارا، في ذروة موجة العداء للعرب التي تلعب عليها الادارة الأميركية. وحضر حفلات خليفة وفرقته جمهور من مختلف الجاليات العربية: لبنانيون، مغاربة، تونسيون، مصريون، جزائريون، فلسطينيون، سوريون، يمنيون، عراقيون... إضافة الى حضور أميركي حاشد. التقى هؤلاء جميعاً على فكرة عالم عربي حرّ ومتطوّر وديموقراطي يتمتع بسيادته الكاملة. كان برنامج خليفة الموسيقي حافلاً بالتنوّع، كفيلاً بإظهار حقيقة الهوية الحضارية العربية وتأكيدها والمجاهرة بها. تجدر الاشارة الى أن نكهة أمسيات خليفة كانت مختلفة بسبب الاحداث الدامية التي تشهدها المنطقة من فلسطين إلى العراق. وجاءت نوعاً من اعادة الاعتبار الى العرب وقضاياهم في الولاياتالمتحدة... وكتبت"الواشنطن بوست"عن موسيقى مرسيل خليفة"لا شرق، ولا غرب... انه الانسان هائماً باحثاً متذوقاً... بدت موسيقاه حورية شرقية جمالها غجري يثير المشاعر، ويدفعك للارتقاء الى الاسمى، ونبذ أشكال الحرب والبؤس واليأس، ومواجهتها بالحب والشعر والموسيقى". وخصصت مجلة الموسيقى العالمية Global Rythm Magazine ملفاً لأعمال مرسيل خليفة، معتبرة إيّاه"من المؤلفين الموسيقيين المعاصرين الذين تعبّر موسيقاهم عن انسانية مدهشة بشفافيتها وشموليتها". وصرّح قائد أوركسترا"زباسيوناتا"الكندية دانيال ميسيك لمحطة التلفزيون الفرنسية تي في 5 بعد حفلة مونتريال:"التقيت خليفة للمرة الأولى في مدينة هيوستن للتشاور حول مخطوطاته الموسيقية التي ستعزفها فرقة أباسيوناتا. وكنت حصلت على نسخ منها بواسطة الانترنت قبل اكثر من شهر لتقديم الحفلة... شعرت لدى قراءتي المخطوطة الموسيقية بدفء النوتات، وكنت متشوقاً لسماع موسيقى خليفة، ولدي تساؤلات كثيرة عن كيفية التعامل مع هذه المخطوطات على الطريقة والمنهجية الغربية. كان مرسيل يغمض عينيه ويغني بهدوء وبلطف وبروية مقطعاً أو فقرة من المقطوعة. وبهذه الطريقة كانت آلاف النوطات الموسيقية تنسجم مع ألحان وأنغام شجية في شكل عفوي بصوت مرسيل خليفة، ومع عزفه المنفرد على آلة العود. ولقد اشترك ثلاثون عازفاً في العمل وحاولنا جميعاً التوصل الى تقديم روحية موسيقاه". واستضاف برنامج"داخل الشرق الاوسط"على الشبكة العالمية CNN مرسيل خليفة في حوار مطول. أكد الفنان"جولتي الفنية في أميركا الشمالية عمل مقاوم. في هذا الظرف بالذات، أحاول ان أقدم موقفاً ثقافياً، إبداعياً، إعلامياً. عندما يكون الوطن محتلاً، لا يمكن للموسيقى أن تكون محايدة. موقع الموسيقى في قلب المواجهة لتحرير الوطن، والانسان". والجدير بالذكر أن مرسيل خليفة و"مجموعة الميادين"التي تضم ستة عشر عازفاً بمرافقة الفنانة أميمة الخليل سيحيون أربع أمسيات في قصر الأونيسكو، في بيروت بين 61 و91 كانون الاول ديسمبر الجاري.