في المستقبل القريب، لن تقتصر خدمات الانسان الآلي على العمل في المصانع، حيث يتواجد راهناً ثمانمئة ألف انسان آلي يعملون يومياً في مختلف الصناعات في العالم. ظهر هذا التوقع في دراسة للجنة الأممالمتحدة لدول اوروبا، عن وضع الروبوت Robot، أو الانسان الآلي. وترافق ظهور هذه الدراسة مع معرض متخصص بالروبوتات، استضافته أروقة مباني الأممالمتحدة في جنيف. البديل "الآلي" للوالدين من المعروضات التي شاهدها الجمهور بدهشة، الانسان الآلي الذي بإمكانه ان يحل محل الوالدين في الرد على اسئلة الابناء، وذلك من طريق اسطوانات رقمية متعددة الكفاءات، بما في ذلك تعليم اللغة، أو مساعدة الطفل في حل العمليات الحسابية الصعبة، أو اعطاء اجابات توضيحية عن امور الحياة العادية. ودائماً ينطق الانسان الآلي بالجواب، من دون أن يقطب جبينه، ومن دون تأفف، بل على العكس، تصاحب أجوبته كلمات لطيفة تحث الطفل على المزيد من الاسئلة. وأكثر من ذلك يمكن للأب أن يتصل بأبنائه من طريق ذلك الروبوت، وكذلك بإمكانه وضع صورته عليه. وبذا يصبح الروبوت "امتداداً" للاب، الذي يستطيع، عندها، أن يتواجد بالصوت والصورة و...بالجسد الميكانيكي ايضاً! ويمكن ارسال هذا الانسان الآلي الى المدرسة، بدلاً من الطفل هذه المرة، ليحتل المقعد نفسه الذي يجلس عليه التلاميذ. وبفضل كاميرا على شكل عينين، يستطيع الروبوت ان يصور الدروس. ويعود تالياً الى البيت، ليعيد عرض ما حدث في المدرسة على تلميذ ربما اضطر الى ملازمة الفراش بسبب المرض، او بقي في المنزل لسبب من الاسباب! وأوضح دوسول مارك الناطق الرسمي باسم ذلك النوع من الانسان الآلي، الذي تنتجه شركة "يوفيين روبوتكس" yujin robotics ان اسعار ذلك "الرجل الميكانيكي" انخفضت الى ربع ما كانت عليه في العام الفين. وبات من الممكن ان يقتنيه الانسان العادي، اذ يبلغ ثمنه راهناً خمسة آلاف دولار. وظهرت في المعرض آلة لا تتعب ولا تكل من قص أعشاب الحديقة. وكلما نما طول العشب ميليمتراً واحداً، تهرع لتنقض عليه. ووصفها مرافقها من شركة "الكترولوكس" Electrolux ب"قطيع من الغنم يسرح في الحديقة يعمل من دون ضجيج... يكفي ان تزوده بخريطة للحديقة، بما في ذلك المطبات أو الارتفاعات. تباشر الآلة بالعمل مع طلوع الشمس، وتستمر فيه حتى يسدل الليل استاره، فتتوقف لوحدها، ثم تتوجه الى البيت المخصص لها، وتعيد شحن نفسها بالكهرباء ذاتياً، لكي تكون على أهبة الاستعداد في الصباح التالي. أما المكنسة - الروبوت "تريلوبايت" trilobite، فبامكانها التجول في المنزل الذي تحتفظ بصورة عن دهاليزه في ذاكرتها. وتشفط الغبار مهما كانت كثافته. وتعمل بصورة متواصلة لمدة عشرة أعوام. ويصل سعرها الى الفي دولار. ولولا السلالم التي لا تستطيع بعد صعودها، لارتعدت منها عاملات التنظيف خوفا على مستقبلهن ورزقهن! وتورد دراسة الاممالمتحدة، المشار اليها آنفاً، أن الطلبات على الآلة ارتفعت هذا العام بنحو 18 في المئة. ويستخدم انسان آلي واحد لكل عشرة عمال في معامل صناعة السيارات. وفي الولاياتالمتحدة، سُجِّل انخفاض في اسعار الانسان الآلي المستخدم في الصناعة بنسبة 66 في المئة منذ العام 1990، في حين ارتفعت اجور اليد العاملة بنسبة مماثلة. وتعتبر اليابان الدولة الاكثر اقبالاً على استخدام الإنسان الآلي في العالم. اذ يعمل فيها 322 انساناً آلياً لكل10 آلاف عامل. وتأتي كوريا الجنوبية في المرتبة الثانية، تليها ايطاليا. ومن المتوقع الا تتوقف استخدامات الانسان الآلي عند هذا الحد. فقريباً سيجد المعوقون مرافقاً "روبوتياً" لهم، يقدر على النهوض باعمال الممرض أو الممرضة. وكذلك سيشارك الانسان الآلي في العمليات الجراحية، حيث سيساعد في استخدام الأدوات الدقيقة. وفي نهاية هذا العقد، سيكتسب الروبوت شكلاً جميلاً، وصوتاً أكثر رقة. وفي المقابل، فإنه سيتمكن من حمل بندقية واطلاق النار بدقة لا يستطيعها الجندي العادي. ومن يدري؟ ربما سيحتل جنود الروبوت العالم يوماً ما، كما حذر الكاتب الاميركي الشهير اسحاق عظيموف في روايته "روبوت، انا"، الذي تحول اخيراً فيلماً. وفي تلك الحال، ليس على بني البشر، مالكي الروبوت راهناً، سوى التحول الى أفراد في المقاومة! عناوين ذات صلة على الانترنت: www.electrolux.ch www.irobi.co.kr www.mobilerobots.com